بسم الله الرحمن الرحيم
صحيفة
العماد
الاستراتيجة
دينية *  سياسية * مستقلة
 6-
الصليبية

وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا
وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَدًا إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ إِلاَّ آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا


الصفحة الرئيسية   الاسلام السياسي   جرائم الحكام العرب   استراتيجيات محو الاسلام   الصهيونية والماسونية   عبدة الشيطان   الصليبية   الحرب الصليبية الحديثة   الحرب الصليبية الصلدة   
الحرب الصليبية الذكية   الحرب الصليبية الناعمة   سلب
الاطفال في أوروبا   حرب الجنس   العدو الاسرائيلي   السيسي القاتل اللعين   شهداء الأعتقالات   قانون ولاعدالة بالغرب 
محاربة الاسلام في الصين   محاربة الاسلام في الهند   محاربة الاسلام في ميانمار   المؤامرة السنية الشيعية   التصوف الاستراتيجي   صراع الاديان   حكمة وموعظة   وثائقية   المصور   أرشيف

إن المتطرفين الغربيين الذين ينشطون إعلاميا وسياسيا قد أعلنوا الحرب على الإسلام في الغرب

 

" الصليبيون هم مجاهدوا المسيحية " و " الصليبية هي الجهاد المسيحي "

 

أحمد ديدات : أن المبشرين المسيحيين ينشطون ويحركون جماهيرهم ، والناس في الغرب ليسوا متدينين عموماً ، فالذي أعلمه أن ثلاثةً بالمائة فقط من الناس في بريطانيا يترددون على الكنيسة ، ولكن هؤلاء الذين يترددون على الكنيسة يشكلون جبهةً قويةً جدًّا، وهم يحركون العالم كله، وقد نشروا في العالم سبعين ألفاً من الصليبيين المتفرغين " والصليبيون هم مجاهدوا المسيحية " في الماضي كان الصليبيون يعملون بأسلوبٍ مغاير .. في أيام صلاح الدين الأيوبي ، جاء الصليبيون من أوروبا لاحتلال فلسطين ،ولينتزعوها من أيدي المسلمين هكذا كانت الصليبية في ذلك الزمان "الحرب الصلدة"، واليوم تطور هذا النوع من الصليبية .. لتصبح الآن عملٌ ذهني " الحرب الذكية "و عمل ثقافي" الحرب الناعمة ".

"المسيحية المحتالة تهدد الديمقراطية الأمريكية". - جون بليك / سي إن إن


يؤدّي مسيحيو اليوم معجزات أكثر من يسوع المسيح نفسه. في جميع أداؤهم
كثيرون سيقولون لي في ذلك اليوم يا رب يا رب أليس باسمك تنبأنا. وباسمك اخرجوا الشياطين. وباسمك عملوا العديد من الأعمال الرائعة ؟ قال يسوع المسيح: باسمه يجب أن يضع الوثنيون الأمل.

 

 صلاة الأحد دون ملابس داخلية ليسمحن "بدخول الله"

أوردت صحيفة "كينيا بوست" أن القس "نجوهي" أمر السيدات اللواتي يترددن على كنيسته، "لوردز بروبيلير ردامبشن شورش" بمدينة نيروبي ، أن يحضرن الصلاة الأحد دون ملابس داخلية ليسمحن "بدخول الله" إلى حياتهن. وفسر القس طلبه أن الأوفياء يجب أن يكونوا" أحرار الجسد و الروح لاستقبال المسيح". وأضاف أن هناك عقوبات ستتخذ في حق السيدات اللواتي لن يمتثلن للقاعدة الجديدة.وأوردت صحيفة "ميترو" أن اغلب السيدات حضرن بالفعل للصلاة الموالية دون ملابس داخلية.

 “رشم” للأعضاء الجنسية لكل فتاة وسيدة مسيحية مهما صغرت أو كبرت
فيديو لقسيس مصري، أثناء إجابته عن سؤال أحد الاقباط، يكشف عن وجوب قيام الراهب في الكنيسة بعمل تدليل او مايسمى “رشم” للأعضاء الجنسية لكل فتاة وسيدة مسيحية مهما صغرت أو كبرت. وأضاف القسيس، في محاضرة جمعت عدة قساوسة: “لابد للراهب أن يرشم الأعضاء الجنسية للفتيات بزيت الميرون، ولن ينال المسيحي أوالمسيحية موهبة الروح القدس الا بعد الرشم 36 رشمه بزيت الميرون في مناطق حساسه في جسد المرأة.


تظهر مؤخرًا الكلمتان "الصليبيون" و "الصهيونيون" أحيانًا كثنائي


ظهرت الكلمتان معًا في فيلم وثائقي شاهدته مؤخرًا عن داعش في كل جملة تقريبًا نطق بها المقاتلون الإسلاميون، ومن بينهم فتيان
أوري أفنيري
كتبتُ قبل ستين عامًا مقالا كان عنوانه كما يلي تمامًا: "الصليبيون والصهيونيون". يقولون أنه كان الأول حول الموضوع.أثار هذا المقال معارضة كبيرة. واعتقدوا في ذلك الحين أنه ليس هناك تشابه أيًّا كان، لا سمح الله. خلافًا للصليبيين، فاليهود هم قوم. وخلافًا للصليبيين، الذين كانوا ذوي مستوى ثقافي منخفض مقارنة بالمسلمين الحضاريين في ذلك الوقت، فالصهيونيون هم من ذوي المستوى التقني المرتفع جدًا. على عكس الصليبيين، فالصهيونيون يعملون عملا جسمانيًّا. (كان ذلك طبعًا، قبل حرب 1967).

قد رويت عدة مرات قصة ميْلي إلى تاريخ الصليبيين، ولكنني لست قادرًا على الصمود أمام إغراء سردها مرة أخرى. في حرب 1967، حاربت سرية "ثعالب شمشون" والتي كنت عضوًا فيها في الجبهة الجنوبية. عند انتهاء الحرب، بقي قطاع الساحل الضيق على طول البحر بين أيدي المصريين. سميناه "قطاع غزة"، وأقمنا حوله عددًا من نقاط المرابطة.

بعد ذلك ببضع سنوات، قرأت الأعمال التذكارية للمؤرخ البريطاني ستيفن رنسيمان، "تاريخ الحروب الصليبية".‬ لفتت انتباهي حالا صدفة غريبة: بقي بعد الحملة الصليبية الأولى قطاع على طول شاطئ البحر، وصل حتى أشكلون، بين أيدي المصريين. بنى الصليبيون حوله عددًا من التحصينات، تقريبًا في نفس الأماكن التي فيها نقاط المرابطة الخاصة بنا.

عندما انتهيت من قراءة مجلدات الكتاب الثلاثة، قمت بعمل لم أقم به من قبل ولا بعد ذلك أيضًا: كتبت رسالة إلى الكاتب. أثنيت على إبداعه وسألته: هل فكرت ذات مرة أن هناك تشابهًا أيًّا كان بينهم وبيننا؟ وقد تلقيت إجابة في غضون أيام. كتب رنسيمان، أنه لم يفكر في ذلك فحسب، بل أنه فكر في ذلك كل الوقت. إلى درجة، أنك فكرت أن تسمي الكتاب باسم تحت عنوان ثانوي: "المرشد العملي للصهيونيين حول كيف يمكنهم القيام بهذا". لكن، زملاءه اليهود، نصحوه بالامتناع عن ذلك،؟ فصلت ستمائة سنة على الأقل بين الحركتين، والخلفية السياسية، الاجتماعية، الحضارية والعسكرية الخاصة بكلتيهما، طبعًا، تختلف كليًّا. ولكن هناك بعض أوجه الشبه.

لقد اجتاح الصليبيون والصهيونيون (مثلا، الفلستيون الذين كانوا قبلهم) البلاد من الغرب. عاشوا في حين كان ظهرهم باتجاه البحر وأوروبا، ووجههم أمام العالم العربي المسلمي. عاشوا في حرب مستمرة. في ذلك الحين، دعم اليهود العرب. لقد أثرت المذابح المروّعة التي قام بها جزء من الصليبين بحق فئات يهودية على طول نهر الراين في طريقهم إلى البلاد تأثيرًا عميقًا في الوعي اليهودي. فبعد أن احتلوا القدس، ارتكب الصليبيون جريمة وحشية أخرى. ذبحوا كل سكان المدينة، من اليهود والمسلمين، الرجال والنساء والأطفال. وفقًا للمؤرخ المسيحي في ذلك الوقت، "وصل الدم إلى الركب". لقد حارب اليهود في حيفا وهي إحدى المدن الأخيرة التي سقطت في أيدي الصليبيين، بجرأة إلى جانب جنود حرس المسلمين.

ترعرعت في شبابي على كره الصليبيين، ولكنني لم أدرك أن المسلمين كانوا يكرهونهم أكثر بكثير. لقد أدركت ذلك عندما طلبت من الكاتب إميل حبيبي التوقيع على بيان من أجل حكم إسرائيلي فلسطيني مشترك في القدس. لقد ذكرت في البيان كل الحضارات التي أثرَت المدينة سابقًا، ومن بينها الفترة الصليبية. وعندما أدرك حبيبي أنني ذكرت الصليبيين في المستند، رفض التوقيع. "كانوا عصابة من المقاتلين!" قال. ولذلك كنت مضطرًا إلى حذفهم لكي يوقع. عندما يجمع العرب بيننا وبين الصليبيين، فهم يريدون القول إننا لسنا سوى غزاة، ونحن غرباء في البلاد والمنطقة. ولذلك فإن المقارنة خطرة جدًا. إذا كانت هناك كراهية كبيرة لدى العرب تجاه الصليبيين بعد ستمائة سنة، فكيف سيتصالحون معنا ذات مرة؟

وبدلا من إضاعة الوقت في الجدال حول السؤال هل هناك تشابه أم لا، من المجدي لنا تعلم تاريخ الصليبيين. يتطرق السؤال الأول إلى الهوية. من نحن؟ هل نحن أوروبيون نتجابه مع منطقة معادية؟ هل نحن "جدار ضد البربرية الآسيوية"، وفقًا لما أعلن عنه بنيامين زئيف هرتسل؟ هل نحن "فيلا في أدغال"، وفقًا لإعلان إيهود باراك المشهور؟باختصار، هل نرى أنفسنا تابعين لهذه المنطقة أم أننا أوروبيون وصلنا عن طريق الخطأ إلى القارة غير الصحيحة؟

برأيي، هذا هو السؤال المركزي للصهيونية منذ يومها الأول. فهي أمْلَت وما زالت تُملي أعمالنا حتى يومنا هذا. عرضتُ في كراسة نشرتها عشية حرب 1967 تحت اسم "حرب أو سلام في الإقليم السامي"، طرحت هذا السؤال منذ الجملة الأولى. من وجهة نظر الصليبيين فهذا لم يكن سؤالا أبدًا. فهم كانوا براعم الفروسية الأوروبيون، وجاءوا لمحاربة الإسلام. في الحقيقة، أحيانًا وقعوا على اتفاق "هدنة" مع المسلمين، وخاصة أمراء دمشق، ولكن الحرب كانت ملخص وجودهم. وبقي القلائل الذين سعوا من أجل صنع السلام والتسوية، أمثال رايمون من طرابلس في الهامش.

تتواجد إسرائيل في وضع شبيه. صحيح، أننا لا نعترف أبدًا بأننا نطمح إلى الحرب، وندعي أن العرب هم من يرفض صنع السلام. ولكن، ترفض دولة إسرائيل منذ يومها الأول تحديد حدودهم، وهي على استعداد أحيانًا لبسط سيطرتها بالقوة - تمامًا مثل الصليبيين. واليوم، بعد 65 عامًا منذ قيام الدولة، يتطرق ما يزيد عن نصف الأخبار اليومية في وسائل الإعلام لدينا بشكل أو بآخر إلى الحرب ضد العرب، داخل الدولة وخارجها. (قبل أسبوعين، طلب وزير الزراعة، يائير شمير، اتخاذ التدابير للحد من نسبة الولادة لدى البدو في النقب - أشبه بفرعون في القصة التوراتية). تعاني دولة إسرائيل من شعور عميق من فقدان الثقة، والذي يتجسد بآلاف الأشكال المختلفة. وبما أن الدولة تشكل من نواحي كثيرة قصة نجاح وكذلك دولة عظمى عسكريًّا على المستوى العالمي، فإن الشعور بعدم الأمن يثير الدهشة. أعتقد أن مصدر الشعور يعود إلى عدم انتمائنا إلى المنطقة التي نعيش فيها. نحن فيلا في الأدغال، أو لمزيد من الدقة جيتو محصن في هذه المنطقة.

يمكن القول إن هذا الشعور هو شعور طبيعي، لأن معظم الإسرائيليين هم من أصل أوروبي، ولكن في الحقيقة هذا ليس صحيحًا. 20%‏ من مواطني إسرائيل هم من العرب. من بين المواطنين اليهود، قدم، على الأقل - هم أو ذووهم- من بلاد عربية، وتحدثوا فيها العربية واستمعوا إلى الموسيقى العربية. تحدث وكتب كبار الفلاسفة الشرقيين، الرمبام، العربية وكان الطبيب الخاص بصلاح الدين، القائد المسلم الكبير. كان يهوديًا عربيًا تمامًا كما كان باروخ سبينوزا يهوديًا برتغاليًّا وكان موزيس ميندلسون يهوديًا ألمانيًا.

هل كان الصليبيون أقلية أرستقراطية في البلاد، كما يدعي المؤرخون الصهيونيون بشدة؟ هذا يعود إلى من يروي ذلك. عندما وصل كبار الصليبيين إلى البلاد، كان معظم مواطنيها من المسيحيين، أعضاء صفوف دينية شرقية. ولكن، نظر إليهم الغزاة الكاثوليك على أنهم منحطون. حظي النصارى المحليون، بمعاملة احتقار وتمييز. فقد شعروا أنهم أقرب إلى العرب مقارنة بـ "الإفرنج" المبغوضين، ولم يمارسوا الحداد عندما تم طردهم أخيرا من البلاد. واعتنق معظم هؤلاء المسيحيين الإسلام على مر الوقت، وهم آباء الكثير من الفلسطينيين المسلمين في أيامنا.

درس واحد من المجدي لنا تعلمه أنه علينا أن نولي اهتمامًا للهجرة. كانت حركة نشطة من القادمين والمهاجرين في المجتمع الصليبي. ويدور الآن جدال صاخب لدينا حول الهجرة. يسافر شبان، ومعظمهم مثقف، مع عائلاتهم إلى برلين ودول أوروبية وأمريكية أخرى. نفحص سنويًّا بقلق الوضع لدينا: كم من اليهود قدموا إلى إسرائيل بسبب معاداة السامية وكم إسرائيليًّا فر بسبب الحروب والتطرف اليميني إلى أوروبا؟ بالنسبة للصليبيين، كانت تلك مأساة. أحد الأسباب لذلك هو أن الصهيونيين يرفضون رفضا تاما مقارنتهم بالصليبيين وذلك بسبب نهايتهم المأسوية. بعد فترة دامت نحو مائتي سنة في البلاد، وفيها الكثير من المد والجزر، تم إلقاء آخر الصليبيون إلى البحر، حرفيّا، عبر رصيف ميناء عكا. إسحاق شمير، والد يائير المذكور آنفا، استخدم تعبيرًا اصطلاحيًّا "البحر هو البحر ذاته والعرب هم ذات العرب". طبعًا، لم تكن لدى الصليبيين قنابل ذرية وغواصات ألمانية.

عندما يستخدم مقاتلو داعش وعرب آخرون الكلمة "الصليبيون"، فهم لا يقصدون الغزاة في فترة العصور الوسطى فقط. هم يقصدون كل النصارى في أوروبا وأمريكا. عندما يتحدثون عن "الصهيونية"، هم يقصدون كل الإسرائيليين اليهود، وأحيانًا كل اليهود في العالم. أعتقد أن ربط هاتين الكلمتين معًا يشكل خطرًا كبيرًا. لا أخشى من قدرة داعش العسكرية، الهامشية، ولكن من قوة أفكارها. فهذه ليس بمقدور أي متفجر أمريكي إلغائها.

ليس هناك وقت. علينا عزل أنفسنا عن الصليبيين، هؤلاء في ذلك الحين واليوم أيضا. 132 سنة بعد قدوم المستوطنين الصهيونيين الأوائل إلى البلاد، حان الوقت أن نعرّف أنفسنا كما نحن حقًا: شعب جديد وُلد هنا في البلاد، شعب تابع لهذه المنطقة، وأبناؤه حلفاء طبيعيين لكل سكان المنطقة الذين يسارعون من أجل الحرية والديموقراطية.


البدائل عن الحضارة الغربية

 بقلم محمد ماهر مكناس
الترابط العضوي بين الصليبية والصهيونية

قبل أن يبدأ الغرب الصليبي بالنهوض وقبل أن تنشأ الحضارة الغربية المادية كان العداء بين الصهيونية والصليبية عداء مستحكماً وكان اضطهاد اليهود قائماً على قدم وساق في أغلب الدول الغربية وكان الفرد اليهودي يعامل معاملة أقل من الفرد المسيحي في معظم الدول الغربية حتى أنه في بعض الدول الأوروبية منع تدريس اللغة العبرية لليهود من أبناء تلك الدول .. ولعل هذا العداء المستحكم بين النصارى واليهود في البلاد الغربية كانت له جذور تاريخية ودينية إضافة إلى رصيد الواقع من المعاملة السيئة بين النصارى واليهود. ويمكن أن يكون هذا العداء هو أحد الأسباب التي دعت الغربيين وعلى رأسهم البريطانيين لتسهيل هجرة اليهود إلى فلسطين وإعطائهم وعداً بإنشاء وطن قومي لهم في أرض فلسطين وذلك تحت اسم وعد بلفور الذي يعد أكبر جريمة عنصرية عرفها التاريخ الحديث والتي لا تزال آثارها الإجرامية تقرع مسامع الشرفاء والمنصفين صباح مساء ولكن بقدرة قادر لا ندري كيف اصطلحت هذه الأحوال السيئة وانقلب العداء المستحكم إلى صداقات حميمة بين الغرب الصليبي وعلى رأسهم الولايات المتحدة وبين الصهاينة .. حتى وصل الأمر بالكنسية الغربية إلى تبرئة اليهود من دم المسيح رغم اتهامهم بهذه الجريمة مئات السنين.

كانت أولى دعوات إعادة اليهود إلى فلسطين من المفكرين والساسة المسيحيين لاحبا بهم ولكن كراهية لهم حيث كانوا يريدون الخلاص منهم وطردهم من بلادهم .. إن أحداث التاريخ تحدثنا أن كل الأقطار الأوربية المسيحية قامت بالضغط على اليهود واضطهادهم وطردهم وأخيرا قتلهم وإحراقهم على يد النازيين وفي هذا الوقت بالذات آواهم العرب والمسلمون في ظل الخلافة العثمانية وأحسنوا ضيافتهم وإكرامهم أما أوربا فكانت تريد الخلاص منهم وتوطينهم بعيدا عن أوربا بأي ثمن وبأي شكل .. وفي ذلك انطلقت أول دعوة من قبل المحامي البريطاني الشهير " هنري فنش " عام 1621 م وبعد ذلك بثلاثين عاما عمل " كرومويل " على التقرب من اليهود لأسباب سياسية فسمح بعودتهم إلى الجزر البريطانية بعد طردهم منها لمدة تزيد على ثلاثة قرون وذلك في عام 1655 م .. وخلال حملة نابليون على مصر وسورية ولبنان عام 1799 م أصدر نابليون بونابرت إعلانا دعا فيه جميع يهود آسيا وأفريقيا للعمل تحت لوائه من أجل إعادة تأسيس أورشليم القديمة وكان السكرتير الخاص لنابليون " أرنست لاران " هو الذي تسلم ملف إعادة توطين اليهود في فلسطين وهو الذي أخذ على عاتقه متابعة وإكمال هذه المهمة حيث وضع كتابا في هذا الموضوع تحت عنوان " المسألة القومية اليهودية " وبعد سيطرة محمد علي باشا على سورية أخذت فكرة توطين اليهود في فلسطين طابعا عمليا متزايدا بدعم من البريطانيين وعلى رأسهم اللورد " شافتسبري " السياسي البريطاني الكبير وجاء بعده وزير الخارجية البريطاني " بالمرستون " فتابع هذه القضية حتى عام 1876 م حيث تم تعيين قنصلا بريطانيا في القدس ليقوم بدراسة الأوضاع والتخطيط لعملية التهويد عن قرب .. وفي عام 1845 م وضع الكولونيل " جورج غاولر " حاكم أستراليا الجنوبية مشروعا لاستعمار فلسطين .. وفي عام 1950 م وما بعده تحولت الدعوة إلى توطين اليهود في فلسطين إلى سياسة رسمية عند معظم الدول الغربية وعلى رأسها فرنسا وبريطانيا .. ورغم كل الإغراءات والدعايات من أجل هجرة اليهود إلى فلسطين إلا أن غالبيتهم آثروا الهجرة إلى العالم الجديد وخاصة إلى الولايات المتحدة الأمريكية بدلا من الهجرة إلى فلسطين حيث وصل منهم إلى الولايات المتحدة ثلاثة ملاين مهاجر يهودي أما عدد المهاجرين إلى فلسطين فكان فقط خمسة وثمانون ألف يهودي ما لبثوا أن هاجروا أيضا إلى الولايات المتحد الأمريكية وفيما بين عامي 1919 م و 1931 م لم يهاجر من اليهود إلى فلسطين سوى 82000 من اليهود من بولونيا بعد أن طردهم الألمان منها .. وبعد ذلك قامت بريطانيا باحتلال فلسطين والأردن ثم جاء وعد بلفور وزيرخارجية بريطانيا بتوطين اليهود قسرا في فلسطين بدعم قوي كامل من الحكومة البريطانية وقوات الاحتلال البريطاني المقيمة على أرض فلسطين في أكبر جريمة عنصرية في التاريخ الحديث .. وهنا نلاحظ أن المشروع الصهيوني لم يكن في البداية من صنع اليهود وإنما كان من صنع القوى الصليبية الحاقدة على المسلمين وهنا نلاحظ أيضا أن اليهود كانوا مكروهين مضطهدين في أوربا ولكن تبني فكرة توطين اليهود كان لأغراض سياسية استعمارية صليبية حاقدة ..

** قول الرئيس الأمريكي رونالد ريغان في أحد خطاباته عام 1985 م والذي نقلته مجلة " سانتا باربارا " : ( يقول الله إنه سيأخذ بني إسرائيل من بين الوثنيين حيث تناثروا وسيرعاهم من جديد في أرض الميعاد .. وهذا مايحصل فعلا بعد ألفي سنة .. لأول مرة نجد أن كل شيء أصبح جاهزا لحرب " مجدو" وللمجيء الثاني .. كل شيء صار في مكانه الصحيح ولن تتأخر حرب " مجدو " كثيرا بعد الآن .. إن حزقيال قال : إن النار والكبريت سيمطرون على أعداء شعب الله وهذا يعني أنهم جميعا يجب أن يدمروا بالأسلحة النووية ) ... !! هكذا يدار العالم المتحضر من قبل أناس مهووسين يؤمنون بالخرافات والأساطير ليدمروا العالم ويقتلوا البشر ويقضوا على كل أثر للحياة على وجه الأرض .. فهل كان ريغان مسيحيا أم يهوديا متطرفا ؟!!..

** ويقول " بوبكين " في كتابه " القيامة المجيدة والقيامة الفاجعة " : ( إن النعمة الإلهية وضعت بين أيدي القياميين ـ يقصد الغربيين ـ كل الأسلحة اللازمة لدحر قوى الشيطان والإعداد للدراما السماوية التي رسمها يوحنا ودانيال والتي تحقق كثير منها .. إن إعلان دولة إسرائيل يعني أن عليهم وحدهم عاتق ختم قصة الحضارة الإنسانية وصناعة القيامة التي لن تنزل بدونها أورشليم السماوية ولن تقوم مملكة الله بدونها أيضا ) .. هؤلاء هم الصهاينة الجدد ..!!

** يقول صموئيل فيشر في كتابه " شهادة الحقيقة " : ( لتكن إسرائيل المرآة التي نرى فيها وجوهنا ) ..

** يقول الرئيس الأمريكي بيل كلينتون عندما قابل عصابة المجرمين في إسرائيل شارون ورابين ونتينياهو وشامير وغيرهم من زعماء الإرهاب والإجرام قال : ( إن كاهنه الذي تربى على يديه ورعى تربيته الروحية هو الذي أوصاه قائلا " إن إرادة الله تقضي بأن تكون إسرائيل كما هي في العهد القديم لشعب إسرائيل إلى الأبد " فأكمل كلينتون لذلك أرى بأن إرادة الله يجب أن تكون إرادتنا ) .. وبالفعل فقد تربى كلينتون على يد كاهنه تربية سافلة وفضائحه تشهد على ذلك وما خفي أكبر ...

** بدءا من عام 1636 م كان قانون الولايات الأمريكية ( بلايموث - ماساشوستيس - كون كيتيكت ) كلها مستمدة من شريعة موسى من التوراة وكانت نصف قوانين نيوهافن مقتبسة حرفيا من التوراة وكانت اللغة العبرية تدرس مع بداية التعليم العالي في كل الولايات الأمريكية وعندما تأسست جامعة هارفارد عام 1636 م كانت اللغة العبرية لغة أساسية فيها ...

** ويقول " جورج فوكس " عن الإنكلو سكسون المهاجرين من بريطانيا إلى العالم الجديد : ( أن تكون يهوديا باللحم والدم والمولد فهذا لا يعني شيئا أما أن تكون يهوديا بالروح فهذا يعني كل شيء ) ..

** في خطاب للرئيس الأمريكي بيل كلينتون والذي يعتبر من الرؤساء المعتدلين نوعا ما أمام رجال الأعمال والسياسة والفكر عام 1998 م .. ( شبه نفسه بالملك سليمان وشبه الشعب الأمريكي بشعب الله المختار وشكر المتدينين الأمريكيين إرشاداتهم ونصائحهم التوراتية للتعامل مع العراق ورسائلهم المشجعة على قصفه ) ... إن هذه العقلية العنصرية الإجرامية البغيضة قد تجسدت في معظم الرؤساء والمسؤولين الأمريكيين من جورج واشنطن إلى أبراهام لينكولن إلى أندرو جاكسون إلى القسيس رونالد ريغان إلى جونسون إلى نيكسون إلى كلينتون إلى بوش الجد وبوش الأب وبوش الإبن وأتباعهم الذين ظنوا فعلا أنهم شعب الله المختار وأن بقية البشر هم عبيد أو حيوانات أو وحوش يجب استعبادهم أو استئصالهم لصالح العرق الإنكلوسكسوني ...

** يقول " بات روبرتسون " مستشار الرئيس الأمريكي جورج بوش الأب ومرشح الرئاسة الأمريكية : ( إذا تخلت أمتنا عن إسرائيل فإن غضب الله سيحل علينا .. إننا لا نستطيع إلا أن ندعم إسرائيل ذلك لأن الأنبياء في العهود القديمة حذروا من أن الله سيدين كل من يقف في وجه إسرائيل ) ..!!

** إن الغرب سواء في أوربا أو في أمريكا بعد ظهور المذهب البروتستانتي الإصلاحي أصبحوا يعتمدون التوراة ككتاب مقدس تماما مثل الإنجيل وأصبحوا يمجدون الإسرائيليين على اعتبارهم أصحاب رسالة التوراة وأنهم شعب الله المختار وبالتالي فإن بقية شعوب العالم خدم وعبيد لشعب الله المختار لذلك نجد هذه المعاني متأصلة في صلواتهم وقداساتهم التي تقام في كنائس الغرب في أوربا أو في أمريكا على حد سواء لنستمع إلى أحد القداسات المسيحية :
ألم تري يا إسرائيل
أن الذي يحميك لا تأخذه سنة ولا نوم ..
إن الرب هو الذي يرعاك ..
إنه هو الذي يزود عن حياضك بيمناه ..
الرب هو الذي بنى أورشليم ..
ولملم شمل بني إسرائيل ..
إنه هو الذي يغسل أحزان قلوبهم ..
ويعطيهم البلسم الذي يشفيهم من السقام ..
بين اليهود عرف الله ..
وتمجد اسمه في إسرائيل ..
معبده في سالم ..
ومسكنه في صهيون ..
حيث خرج بنو إسرائيل من مصر ..
وخرج بيت يعقوب من بين الغرباء ..
يهودا كانت ملجأهم ..
وإسرائيل كانت ملكهم ..
بذلك شهد نهر الأردن وانحسر ..
أما الجبال فرقصت كالأغنام ..
وأما الآكام فطارت فرحا كالحملان ..
إن القديسين في الغرب على طرفي المحيط الأطلسي يمجدون الله في كنائسهم بمثل هذه الصلوات بعد العداوة الشديدة وحرب الإبادة التي قام بها المسيحيون في معظم الدول الأوربية ضد اليهود وعلى رأسها مذابح ومحارق هتلر .. بعد هذا كله مالذي قلب الأمور لتقوم الكنيسة بتقديس اليهود وتمجيد إسرائيل في صلواتها .. في قداساتها .. في كنائسها .. فهل ترى بعد ذلك تبعية وعبودية من المسيحيين في الغرب لليهود بني إسرائيل شعب الله المختار .. وربما يعتقد بعض المسيحيين أمثال بوش وكلينتون وغيره أنهم هم الإسرائيليون الحقيقيون وأنهم هم شعب الله المختار ومن هذا المنطلق نستطيع فهم العديد من تصريحات زعمائهم مثل ريغان وبوش وغيرهم حيث يقول بوش الإبن بأنه هو موسى العصر بدلا من أن يقول عيسى العصر رغم أنه مسيحي وليس يهودي ...

** يقول " بول جونسون " : ( لقد ظلت أمريكا دائما وأبدا تعد العدة لتلك المدينة الجبلية أورشليم الجديدة التي ستبنى على أنقاض مدينة القدس ) ...

** يقول الزعيم البريطاني " ونستون تشيرشيل " في خطاب له أمام لجنة بيل الصهيونية عام 1937 م وذلك في معرض الحديث الشعب الفلسطيني وحقه في العودة إلى أرضه : ( إني لا أعتقد أن كلبا على مزود يستطيع الإدعاء بأن له حقا نهائيا في مزوده مهما طالت إقامته فيه إنني لا أعترف له بهذا الحق .. إنني لا أعترف مثلا أن ما أصاب الهنود الحمر في أمريكا أو الشعب الأسود في أستراليا خطأ فاحش .. إنني لا أعترف أن ماأصابهم كان سوءا لمجرد أن جنسا أقوى .. جنسا أعلى أو لنقل جنسا أكثر حكمة قد حل محلهم ) ...

** إن الصهيونية وجه آخر للاستعمار أنشأها الغرب الصليبي قبل اليهود لأسباب اقتصادية واستراتيجية واستعمارية وكان ذلك على أيدي البروتستانت الذين دعوا إلى التمسك بالتوراة " العهد القديم " كمصدر للتشريع في أمم لا تملك مصدرا آخر للتشريع وبترسخ البروتستانتية بدأ عهد جديد لليهود ومن هنا نستطيع تفسير هذا الإنحياز الكامل من البروتستانت بزعامة أمريكا وبريطانيا لليهود ...

** لقد كان احتلال نابليون بونابرت لمصر عام 1798 م " أي قبل هرتزل بستين عاما أو تزيد " أول دعم للصهيونية وللاستيطان اليهودي في فلسطين .. فبعد انكسار الحملة الفرنسية أمام أسوار عكا دعا نابليون بونابرت إلى إقامة دولة صهيونية في فلسطين وقال : ( إنهم ورثة فلسطين الشرعيون وسيعودون بالأناشيد إلى جبل صهيون ) ...

** كان الفاتيكان من أشد المعارضين للحركة الصهيونية منذ مؤتمر بازل عام 1897 م حيث رفض البابا بيوس العاشر في لقائه مع ثيودور هرتزل عام 1904 م دعم الحركة الصهيونية وهجرة اليهود إلى فلسطين .. كما أن الكنيسة الكاثوليكية رفضت وعد بلفور عام 1917 م .. ثم بدأ التنازل تباعا من قبل الكنيسة الكاثوليكية بعد إعلان قيام دولة إسرائيل عام 1948 م ثم توج هذا الأمر بقرار أصدره البابا يوحنا الثالث عام 1964 م أعلن فيه تبرئة اليهود من دم المسيح .. ثم بعد ذلك أصدر وثيقة أخرى عام 1994 م أعلن فيها تأكيد الأصل اليهودي للمسيح عليه السلام .. ثم بعد ذلك قدم الفاتيكان إعتذارا لعدم تدخله لإنقاذ اليهود من أيدي النازيين ..

لقد بدأ العمل الصهيوني في حرب الإسلام والمسلمين يصب في تيار العمل التبشيري الصليبي بشكل مباشر وبتعاون مخطط ومنسق فبدأوا بعملية هدم كل مقومات التاريخ واللغة والوحدة الفكرية العربية أولاً والإسلامية ثانياً وذلك من أجل القضاء على أية بذور للحضارة الإسلامية أو الخلافة الإسلامية أو جامعة الدول الإسلامية .. وقامت من أجل ذلك تحالفات وحركات كان على رأسها ( الحركة الماسونية ) والتي هي بؤرة العمل الصهيوني المنظم والتي ضمت تحت لوائها العديد من أبناء الدول الإسلامية والعربية المرموقين وذلك تحت مسميات وشعارات خادعة أو تحت إغراءات مادية ومعنوية أو في مجال دعمهم الفكري والسياسي للوصول إلى الزعامة والسلطة وبالفعل فقد أثمرت هذه الحركات بإيجاد أشخاص هم من أبناء الدول الإسلامية ولكنهم لا يمتون إلى الإسلام بصلة وصلوا إلى سدة الحكم والقيادة فقادوا البلاد إلى العلمانية والقومية والاشتراكية والشيوعية والوجودية وغير ذلك كثير وكثير من الأفكار المغرضة الهدامة التي أوصلت البلاد والعباد إلى التبعية والذل والانكسار وإلى البعد عن مركز عزتهم وكرامتهم وهو الإسلام .. لقد كانت جميع المؤامرات والدسائس والغزو الفكري والثقافي تصب في مجرى واحد هو تدمير الإسلام وتدمير المسلمين لأن إتحاد المسلمين وتشكيل خلافة إسلامية واحدة أو مجموعة متعاونة واحدة سيؤدي إلى استيقاظ العملاق الإسلامي النائم فعلاً وهنا يكمن الخطر لكل من الصهيونية والصليبية .. ذلك لأن الإسلام بقوته الفكرية وبمنهجه الإلهي وبمبادئه الإنسانية وبحضارته العالمية الإنسانية استطاع أن يبني حضارة تعتبر من أعظم الحضارات الإنسانية مرات عديدة وذلك عندما يتمسك أبناؤه بتعاليم هذا الدين الحنيف وذلك على أنقاض الحضارات الأخرى والتي أغلبها مسيحية .. فقد قامت إمبراطورية الأمويين وإمبراطورية العباسيين وقامة حضارة الأندلس ودولة الأيوبيين وقامت الإمبراطورية العثمانية وهكذا كلما عاد المسلمون إلى دينهم وعقيدتهم وتمسكوا بشرع ربهم فإن الحضارة الإسلامية العالمية الإنسانية ستأتي لا محالة وتتشكل ويتم بناؤها ويشمخ على ربوع العالم كله لقد قام الصهاينة من يهود ( سالونيك ) بدق آخر إسفين في عرش الخلاقة الإسلامية العثمانية وتنصيب العلماني الكافر ( كمال أتاتورك ) والذي يعود أصله وجذوره إلى يهود الدونمة في سالونيك على تركيا وهدم الخلافة الإسلامية وتقسيم الإمبراطورية الإسلامية وهذه أيضاً تعتبر من أكبر الجرائم التي ارتكبها التحالف الصهيوني الصليبي في العصر الحديث .. ويجب أن لا ننسى أبداً أنه لم يتجرأ صليبي واحد أو صهيوني واحد على بلاد المسلمين إلا بعد القضاء على الخلافة الإسلامية العثمانية رغم ما كانت توصف به ( الرجل المريض ) فهذا الرجل المريض هو الذي كان يلقي الرعب في قلوب أعداء الإسلام ويصدهم عن مجرد التفكير في غزو بلد من البلاد التابعة للإمبراطورية العثمانية .. ولقد حاول المستعمرين وحلفاؤهم الصهاينة تشويه القرآن الكريم وإبعاده عن واقع الحياة ومنع تدريسه في المناهج الدراسية العامة وأصبحت دراسة نصوص من القرآن الكريم في المناهج المدرسية كافة نصوص منتقاة في الصلاة والصوم وبعض الأمور العامة وحجبت الآيات التي تدعوا إلى الاستعلاء والجهاد والقتال وتحكيم شرع الله في كل صغيرة وكبيرة وأبعدوا الناس عن مفهوم : [ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الفَاسِقُونَ ] {المائدة:47} [ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الكَافِرُونَ ] {المائدة:44} [ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ] {المائدة:45} .. كما جاء في كتاب الله جل وعلا في ثلاثة آيات متتاليات في سورة المائدة تأكيداً قوياً على أهمية هذا الأمر وبطلان دعوى أعداء الإسلام بفصل الدين عن الدولة .. أو دعوى ( الدين لله والوطن للجميع ) ..


البدائل عن الحضارة الغربية

بقلم محمد ماهر مكناس

الديانات السماوية كأساس حضاري
 


موضوع صكوك الغفران:
يعتبر موضوع صكوك الغفران الذي انتشر ابتداءً من القرن الثالث عشر وحتى القرن الثامن عشر أحد الدلائل الرئيسية على فساد الكنيسة وفساد رجال الدين أشد الفساد حيث أصبحت الكنيسة تتاجر بإقطاعيات كبيرة في الجنة تبيع وتشتري ما لا تملك إلى الناس البسطاء السذج بشكل عام وإلى الناس المستغلين المستفيدين بشكل خاص .. وذلك كله تحت سلطة القداسة التي يمتلكها البابا أو رجال الدين الإكليريكيين أو القسس والرهبان كل بحسب درجته ومرتبته في سلم رجال الدين .. ولعل أول إقرار لهذا المبدأ أن الكنيسة تمتلك حقا إلهيًا بمغفرة الذنوب والآثام وإدخال الناس الجنة وإنقاذهم من النار يوم القيامة .. يقول هذا البيان : ( إن يسوع المسيح لما كان قد قلد الكنيسة سلطان منح المغفرة للناس .. فقد استعملت الكنيسة هذا السلطان الذي نالته من العلا منذ الأيام الأولى فقد أعلن المجمع المقدس وأمر بأن تحفظ للكنيسة في الكنيسة هذه العملية الخلاصية للشعب المسيحي والمثبتة بسلطان المجامع .. ثم الضرب بسيف الحرمان كل من ينكر على الكنيسة سلطان منحها .. غير أنه قد رغب في أن يستعمل هذا السلطان باعتدال واحتراز حسب العادة المحفوظة قديماً والمثبتة في الكنيسة لئلا يمس التهذيب الكنسي تراخ بفرط التساهل )(1).. هذا ولقد صدرت صيغ متعددة لمثل هذه الصكوك والتي يمكن إثبات صيغة لأشهر النسخ المطبوعة التي كانت متداولة وبشكل كبير في القرن الخامس عشر وما بعده والتي نقلناها عن كتاب ( المسيحية ) للأستاذ أحمد شلبي .. يقول الصك : ( ربنا يسوع يرحمك يا .... ويشملك باستحقاقات الأمة الكلية القدسية وأنا بالسلطان الرسولي المعطى لي أحلك من جميع القصاصات والأحكام والطائلات الكنسية التي استوجبتها وأيضاً جميع الإفراط والخطايا والذنوب التي ارتكبتها مهما كانت عظيمة وفظيعة .. ومن كل علة وإن كانت محفوظة لأبينا الأقدس البابا والكرسي الرسولي وأمحو جميع أقذار الذنوب وكل علامات الملامة التي ربما جلبتها على نفسك في هذه الفرصة وأرفع القصاصات التي كنت تلتزم بمكابدتها في المظهر وأردك حديثاً إلى الشركة في أسرار الكنيسة وأقرنك مع شركة القديسين .. أردك ثانية إلى الطهارة والبر الذين كانا لك عند معموديتك .. حتى أنه في ساعة الموت يغلق أمامك الباب الذي يدخل منه الخطاة إلى محل العذاب والعقاب ويفتح الباب الذي يؤدي إلى فردوس الفرح وإن لم تمت سنين مستطيلة فهذه النعمة تبقى غير متغيرة حتى تأتي ساعتك الأخيرة باسم الأب والابن والروح القدس ) .. إن هذا الصك يعني إعفاء المجرمين من جرائمهم والنصابين من نصبهم والسارقين من سرقاتهم والمفسدين من إفسادهم والزناة المغتصبين من جرائمهم .. وهذا يعني أيضا أنه من يدفع قيمة هذا الصك يستطيع أن يقوم بأية جريمة أو ذنب أو كارثة أو قتل أو إرهاب لأنه قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر .. هكذا وبهذا السخف المقيت أصبحت الكنيسة تشجع الجريمة والفساد والإرهاب والقتل والزنا والاغتصاب دونما رادع يردع أو قانون يمنع وبذلك انتشر الفساد في تلك المجتمعات كالنار في الهشيم حتى دخل هذا الفساد ا لأديرة والمعابد والكنائس لأن أي ذنب أصبح مغفوراً بمثل هذه الصكوك الظالمة الجائرة .. إن مبدأ صكوك الغفران هو مبدأ وثني انتشر في العقائد الوثنية منذ القدم حيث كان للكاهن سلطة إلهية مقدسة يستطيع من خلالها أن يعفو ويصفح ويغفر الذنوب والآثام ولكن هذه العقائد الوثنية لم تصل إلى حد غفران الذنوب المستقبلية التي لم تقع بعد والتي تغري المجرمين والفاسدين والإرهابيين والإباحيين بالجرائم والفساد ما دامت الكنيسة قد غفرت لهم ما تقدم من ذنبهم وما تأخر .. ولعل هذا المستنقع الآسن هو الذي خرج الطغاة والمجرمين والنازيين والفاشيين الذين طغوا وتجبروا وقتلوا وشردوا الملايين من الناس عبر التاريخ حيث قامت هذه القوافل الإجرامية التي تدعي التدين ولا تزال بأبشع الجرائم الإنسانية بدء من محاكم التفتيش ومحارق هتلر ومجازر موسوليني وميلوزوفيتش وكراديتش وحرب فيتنام وفلسطين والشيشان وكوسوفا والبوسنة والهرسك وإيراندا الشمالية وإقليم الباسك ولا ننسى جريمة العصر الحديث في فلسطين وجرائم بريطانيا وأمريكا في أفغانستان والعراق وجرائم روسيا في الشيشان وجرائم الصرب في كوسوفا والبوسنة والهرسك والجبل الأسود وكل هؤلاء المجرمين يدعون التدين وكلهم يمتلكون صكوكا للغفران غفرت لهم ماتقدم من ذنبهم وما تأخر وأدخلتهم الجنة بلا حساب ..

الاعتـراف:

مهزلة أخرى من مهازل الكنيسة النصرانية والتي لم تزل سارية المفعول حتى عهدنا هذا ألا وهي مهزلة الاعتراف وكرسي الاعتراف .. فلقد كنت أسمع عن هذه القضية المهزلة منذ زمن بعيد وكنت ابتسم وأضحك ولا أصدق مثل هذه الخرافات حتى ساقتني قدماي في يوم من الأيام لزيادة إحدى الكنائس العريقة القديمة في مدينة ( كراكو ) البولندية العريقة ... حيث أعجبت كثيراً بالفن المعماري الراقي لهذه الكنيسة القديمة ولكني في النهاية وصلت إلى كرسي الاعتراف والغرفة المغلقة التي يجلس فيها القسيس ويستمع إلى المعترف رجلاً أو امرأة من خلال كوة صغيرة وشهدت بنفسي كيف يجلس المعترف على كرسي ويحني رأسه إلى تلك الكوة الصغيرة ويتمتم بكلمات لم أسمعها ولو سمعتها لما فهمتها لأنه كان يتكلم بالبولونية ولكني استطعت أن أقدر أن هذا الشخص جاء ليعترف بذنبه أمام القسيس لكي يحصل من هذا القسيس على المغفرة والرضوان .. وفي هذا المجال سمعت قصصًا كثيرة ومخزية عن هذا الموضوع الذي يستهين بعقل الإنسان ويحط من قدره ويشجع من ناحية أخرى على ارتكاب الآثام والأخطاء والجرائم إذ بمجرد الاعتراف أمام الكنيسة بهذا الذنب يحصل مثل هذا المجرم على المغفرة والرضوان .. ولقد ذكر لي أحد الأصدقاء من الطائفة المسيحية الأرمنية الأرثوذكسية وكان قد درس الهندسة في إيطاليا قصصا مضحكة عن العاهرات والشاذين والشاذات والفاسقين والفاسقات والمجرمين والمجرمات الذين يقضون نهارهم بالفحش والإجرام وليلهم بالعهر والفجور كيف يتنبه ضميرهم في لحظة معينة فيذهبون إلى الكنيسة ليعترفوا فتغفر ذنوبهم ثم يعودوا إلى سابق عهدهم في اليوم التالي .. ولا أريد أن أذكر مثل هذه القصص لأنها كثيرة جدا ومعروفة ومحلها ليس في هذا الكتاب .. وذكر لي أحد الأصدقاء الفيليبينيين المسيحيين أيضا أنه يكره الكنيسة ورجالها كرها عظيما ويصفهم بأشنع الصفات .. وذكر لي أن أمه عندما ذهبت إلى الكنيسة للإعتراف راودها القسيس عن نفسها واعتدى عليها مما تسبب لديه هذه الكراهية للكنيسة ولرجال الدين بشكل عام ...

من أقوالهم العنصرية الحاقدة :
** يقول غلاديستون : ( مادام هذا القرآن موجودا بين أيدي المسلمين فلن تستطيع أوربا السيطرة على الشرق .. ويقول الشيوعيون : من المستحيل تثبيت الشيوعية قبل سحق الإسلام نهائيا ) .. تشابهت قلوبهم وماتخفي صدورهم أكبر ...

** يقول أشعيا بومان : ( لم يتفق قط أن شعبا مسيحيا دخل الإسلام ثم عاد نصرانيا ) .. ويقول أيضا : ( إن الإسلام منذ ظهر في مكة لم يضعف عدديا بل إن أتباعه يزدادون باستمرار وإن من أهم اسباب خوفنا من الإسلام أن من أركانه الأساسية الجهاد )
** يقول هلنوتو وزير الخارجية الفرنسي الأسبق : ( لا يوجد مكان على الأرض إلا واجتاز الإسلام حدوده وانتشر فيه فهو الدين الوحيد الذي يميل الناس إلى اعتناقه يشدة تفوق كل الأديان الأخرى ) ...
** وقال ملك فرنسا " لويس التاسع " : ( إنه لا يمكن الانتصار على المسلمين من خلال الحرب لأن الحرب تزيدهم قوة وتماسكا وإنما يكون ذلك باتباع السياسة التالية :
* إشاعة الفرقة بين قادة المسلمين .
* عدم تمكين البلاد الإسلامية من أن يقوم فيها حكم صالح .
* إفساد أنظمة الحكم في البلاد الإسلامية بالرشوة والنساء .
* الحيلولة دون قيام وحدة عربية في المنطقة .
* العمل على قيام دولة غريبة في المنطقة العربية تمتد حتى تصل إلى الغرب .
** يقول مرماديوك باكتول : ( إن المسلمين يمكنهم الآن أن ينشروا حضارتهم في العالم بنفس السرعة التي نشروها سابقا بشرط أن بعودوا إلى الأخلاق التي كانوا عليها في عهودهم الأولى )
** يقول القسيس سيمون : ( إن الوحدة الإسلامية تجمع آمال الشعوب الإسلامية وتساعد على التملص من السيطرة الغربية ) ...
** يقول موروبيرغر : ( لقد ثبت تاريخيا أن قوة العرب تعني قوة الإسلام .. فيجب تدمير العرب فبتدميرهم يتم تدمير الإسلام ) .
** يقول المستشرق البريطاني مونتيغومري : ( إذا وجد القائد المناسب الذي يتكلم الكلام المناسب فإن من الممكن للدين الإسلامي أن يظهر من جديد كإحدى القوى السياسية العظمى في العالم مرة أخرى ) ...

تناقضات وخرافات الكتب المقدسة :
لعل من الملاحظ أن هناك اختلافات كبيرة وجوهرية في مضمون الكتب المقدسة عند اليهود والنصارى فتعدد نسخ الإنجيل والاختلافات الكبيرة فيما بينها ووجود بعض الأناجيل القديمة التي لم تعترف بها الكنائس مثل إنجيل برنابا والذي لا ينص على عقيدة التثليث رغم أن برنابا كان من حواريي المسيح عليه السلام .. وكذلك فإنه من اللافت للنظر أن رئيس الحواريين القديس بطرس لم يعرف أنه اختص بإنجيل خاص بينما نجد أن جميع الأناجيل المعتمدة هي لأشخاص ليسوا من حواريي المسيح بل حتى لم يعاصروا المسيح أو يجتمعوا معه .. ويعتبر المدعي اليهودي الأصل ( بولس ) هو نقطة التحول في الديانة النصرانية من عقيدة التوحيد الإلهية التي تزلت على المسيح عليه السلام إلى عقيدة التثليث الشركية ثم بعد ذلك إلى عقيدة مليئة بالطقوس والوثنيات التي ما أنزل الله بها من سلطان .. وفي هذا المجال يقرر رجال الدين المسيحي والأساقفة أن الأناجيل الأربعة المتداولة حاليا قد تم اختيارها من بين حوالي مئة إنجيل كانت منتشرة بين النصارى في القرن الرابع الميلادي .. ونحن نتساءل هنا :
** هل نزل على المسيح مئة إنجيل أم أن الله أنزل عليه إنجيلا واحدا ؟..
** هل بقية الأناجيل المرفوضة هي أناجيل باطلة ومحض افتراء وكذب ؟...
** على أي أساس تم اختيار أربعة منها فقط ؟..
** من الذي اختار هذه الأناجيل الأربعة وما هي صلاحياته ؟..
** أليس من المحتمل أن يكون الإنجيل الحقيقي الذي نزل على عيسى هو أحد الأناجيل المرفوضة ؟...
** ظهر إنجيل في الأوساط النصرانية اسمه ( إنجيل برنابا ) .. وبرنابا هذا هو أحد حواريي المسيح عليه السلام وهذا الإنجيل يقر بعقيدة التوحيد كما يقر بنبوة عيسى وبشريته .. ويقر أيضا بالعديد من الحقائق الواردة في القرآن الكريم ولكن الكنيسة حاربته ومنعته من التداول بين الناس .. أليس من المحتمل أن يكون إنجيل برنابا أقرب الأناجيل إلى الحقيقة ؟..
** إن التناقض العجيب بين الأناجيل المتداولة حاليا ليعطي دليلا قاطعا على التحريف والتبديل وذلك لأن أصل الإنجيل واحد وهذا يوجب أن تكون الأناجيل كلها متطابقة تماما ..
** كل الأناجيل منقطعة السند إذ لا يوجد سند متصل بين هذه الأناجيل والمسيح عليه السلام وانقطاع السند يضع علامات استفهام وشك كبيرة في صحة هذه الأناجيل ...
** افتقار كل الأناجيل إلى التواتر في الرواية إذ أن كتابا ربانيا منزلا من عند الله يجب أن يجتمع على حفظه وروايته الألوف بل مئات الألوف من ذوي الضبط والحفظ وأن تكون كل هذه الروايات متطابقة حتى يمكن الاعتداد بهذه الرواية
** كثيرا ما نجد ركاكة في العبارات وركاكة وبساطة في المعاني لا تتناسب مع كتاب منزل من عند الله مما يستحيل معه أن تكون مثل هذه العبارات من عند الله جل وعلا ...
** هناك العديد من العبارات الغامضة والعبارات المتناقضة أو المناقضة للعقل والمنطق السليم ...
** هناك العديد من النبوءات والخرافات الواردة في الأناجيل وهي غير صحيحة ...
** هناك العديد من الأفكار والمعتقدات واردة في بعض الأناجيل وغير واردة في الأناجيل الأخرى .. فهل كان المسيح يعطي معلومات ناقصة لبعض حوارييه ...
** إن الفترة الزمنية بين المسيح عليه السلام وكتابة الأناجيل هي فترة طويلة تعتبر فترة انقطاع طويلة لا يمكن معها أن تستقيم عملية النقل بصورة دقيقة إضافة إلى انقطاع السند وعدم وجود تواتر في هذا السند ...
** إن بولس ولوقا ومرقس ليسوا من حواريي عيسى عليه السلام وإنما نقلوا عن مجهول والمجهول لا يعتد بروايته خاصة وأن الفترة بين نبوة المسيح وبين عملية النقل والتدوين فترة طويلة جدا مع وجود انقطاع كامل في الروايات والأسانيد ...
** من النبوءات الواردة في الأناجيل أنه ستحدث حوادث وكوارث قبل أن ينقضي الجيل الذي عاصر المسيح عليه السلام ولكن بعد أكثر من ألفي عام لم يحدث سيئا من هذا القبيل : ( إن الأرض ستظلم .. وإن القمر لا يعطي ضوءه .. وإن نجوم السماء تسقط .. وإن قوات السماء تتزعزع .. وتظهر علامات بن الإنسان .. وتنوح قبائل الأرض .. ويبصرون بن الإنسان آتيا على سحاب السماء بقوة وبمجد كبير ) ...

** يقول الدكتور محمد أبو زهرة رحمه الله في كتابه القيم محاضرات في النصرانية : ( إن دعوى أن الأناجيل موحى بها من عند الله أو أن أصحابها ملهمين دعوى باطلة من أساسها ليس لعدم إقامة الدليل بل لأن البينات كلها قائمة ضد هذه الدعوى ولأن ماكان وحيا أو إلهاما لا يختلف ولا يتناقض ولا يهدم بعضه بعضا ) ...

** تم العثور على النسخة الأصلية لإنجيل متى في الهند وأرسلت إلى الاسكندرية ثم اختفت بعد ذلك هذه النسخة الأصلية وظهرت بعد ذلك مترجمة دون أن يعرف من هو المترجم ولم يعد يعرف بعدها مصير النسخة الأصلية .. ونلاحظ أيضا وجود اختلاف وتناقض بين طبعة لندن وطبعة بيروت ...

** إن انجيل يوحنا لا يعرف من هو يوحنا بالضبط ويقال أن هناك ثلاثة أشخاص يحملون اسم يوحنا ولا يعرف من هو يوحنا الذي كتب إنجيل يوحنا خاصة وأن هذا الإنجيل لم يدون إلا بعد سبعين عاما .. ويوحنا كاتب هذا الإنجيل هو أول من وضع أسس تأليه المسيح عليه السلام ...

** إن قصة الصلب وما حدث بعدها كلها قصص مختلقة مكذوبة إذ كيف يتحدث المسيح عن قصة صلبه بعد موته حسب زعمهم ....

** في إنجيل يوحنا يوجد أربعة إصحاحات تتحدث عن ألوهية المسيح وهذه الإصحاحات غير موجودة في الأناجيل الأخرى ذلك لأن كل مايشير إلى نبوة المسيح وبشرية المسيح والموجودة في الأناجيل الأخرى قد تم حذفها وبشكل كامل من إنجيل يوحنا ..

** ورد ذكر الإنجيل على لسان عيسى في كل الأناجيل المعروفة فأي من هذه الأناجيل يقصده المسيح عليه السلام ...

أما التوراة التي نزلت على نبي الله موسى عليه السلام والتي هي الكتاب التشريعي المعتمد عند النصارى حيث يسمون التوراة ( العهد القديم ) ويسمون الإنجيل ( العهد الجديد ) .. هذه التوراة التي يعتقد بها النصارى أيضا فيها اختلافات كثيرة في مضمونها لايهمنا في هذا الكتاب أن نبحث كل هذه الاختلافات ولكن يمكننا أن نشير إلى بعضها .. ولعل من أهم هذه الاختلافات موضوع ( الأسفار القانونية الثانية ) ففي هذه الأسفار نجد اختلافا كبيرا بين طوائف النصارى المختلفة فقد قامت الطوائف النصرانية البروتستانت بحذف جميع هذه الأسفار عند طباعة الكتاب المقدس ( العهد القديم ) وبشكل كامل بينما تقرها الطوائف النصرانية الكاثوليكية والأرثوذكسية .. ويعتبر البروتستانت أن هذه الأسفار ضعيفة ومدسوسة ولا ترقى إلى مستوى الوحي الإلهي كما يعتبرها بعضهم خرافات ومواضيع لا أهمية لها وبعيدة عن الصحة والمنطق السليم .. هذا ولقد قامت حروب طاحنة ولاتزال بين البروتستانت والكنيسة البابوية الكاثوليكية برئاسة البابا بولس العاشر قتل فيها عشرات الآلاف وأحرقت ودمرت عشرات المدن ومئات الكنائس والأديرة .. يقول مارتن لوثر مؤسس الطائفة البروتستانتية : ( إنني أقول وبدون افتخار أنه منذ ألف سنة لم ينظف الكتاب المقدس أحسن تنظيف ولم يفسر أحسن تفسير ولم يدرك أحسن إدراك أفضل مما نظفته وفسرته وأدركته ) .. هذا ولقد قام مؤسس الطائفة البروتستانتية وأتباعه فيما بعد بحذف بعض أسفار الإنجيل مثل سقر الأعمال ورسالة يعقوب وقيل أنهم حذفوا سفر الرؤيا ولكنهم اضطروا إلى إعادته نظرا للمعارضة الشديدة .. عجيب أمر النصارى يحذفون ويرجعون وضيفون إلى كتبهم المقدسة وفق مصالحهم وأهوائهم حتى لم يعد لهذه الكتب المقدسة أية قداسة .. ولوأننا تفحصنا الكتب المقدسة تفحصا دقيقا لوجدنا عددا كبيرا جدا من التناقضات والخرافات و كثير من العبارات البعيدة كل البعد عن العقل والمنطق ولا أريد هنا أن أتقصى كل ماورد في الكتب المقدسة من تناقضات وعبارات لا تليق بكتاب مقدس يتعبد به اليهود والنصارى ولكني أسوق هنا بعض الأمثلة البسيطة لإعطاء فكرة للقارئ الكريم :

** إنجيل متى : ( يكنيا ولد شألتيئل ) .. أخبار الأيام : ( يكنيا ولد آسير ) ..

** إنجيل متى : ( المسيح يقول عن يحيى أنه إيليا ) .. إنجيل يوحنا : يحيى ينكر أنه إيليل .

** إنجيل يوحنا : يوحنا لايأكل ولا يشرب .. إنجيل مرقس : يوحنا يأكل جرادا وعسلا .

** إنجيل مرقس : قال قائد المئة إن المسيح ابن الله .. إنجيل لوقا : إن المسيح كان إنسانا بارا ..

** إنجيل لوقا : صعد المسيح إلى السماء مساء عيد الفصح .. إنجيل مرقس : صعد المسيح إلى السماء مساء عيد الفصح .. أعمال الرسل : صعد المسيح إلى السماء بعد أربعين يوما من قيامه ..

** انجيل يوحنا : الله لم يره أحد .. سفر الخروج : تكلم الله مع موسى وجها لوجه ..*

** في سفر التكوين ( خلق الله النور والليل والنهار في اليوم الأول ) .. في سفر التكوين ( خلق النور في اليوم الرابع )

** في سفر التكوين ( القمر يضيء ) .. في سفر أيوب ( القمر لايضيء ) ..

** في سفر التكوين ( رأى الله أن السموات حسنة ) .. في سفر أيوب : ( السموات غير طاهرة بعيني الله ) .. في سفر أيوب ( الكواكب غير نقية بعيني الله ) ..

** سفر التكوين : ( تعب الرب فاستراح في اليوم السابع ) .. في سفر أشعيا : ( الرب لا يكل ولا يعيا ) ..

** سفر التكوين ( نادى الرب آدم وقال له أين أنت ) .. سفر الأمثال ( في كل مكان عينا الرب مراقبتان ) ..

** في سفر التكوين ( سار أخنوخ مع الله في السماء ولم يوجد لأن الله أخذه ) .. سفر الملوك ( إيليا يصعد إلى السماء ) .. إنجيل يوحنا : لم يصعد أحد إلى السماء إلا ابن الإنسان ) يعني المسيح عليه السلام ...

** سفر التكوين الإصحاح 6 ( يكون عمر الإنسان 120 سنة ) .. سفر التكوين الإصحاح 9 ( عاش نوح 950 عاما ) .. وفي سفر التكوين الإصحاح 11 ( أعمارهم بمئات السنين ) ...

** سفر التكوين ( استقرت الفلك في الشهر السابع على جبال أراراط ) .. في سفر التكوين 8 ( ( في أول العاشر ظهرت رؤوس الجبال ) ...

** سفر التكوين 10 ( أرفكشاد ولد شالح ) .. إنجيل لوقا ( عابر بن شالح بن قينان بن أرفكشاد ) ..

** سفر التكوين ( رأى يعقوب الله وجها لوجه ) .. سفر الخروج ( موسى كلم الله وجها لوجه ) .. تناقض سفر الخروج ( قال الرب لموسى لا تقدر أن ترى وجهي )

** سفر اللاويين 21 ( الأمر بالزواج من عذراء ) .. سفر هوشع 1 ( أمر الله هوشع أن يأخذ لنفسه امرأة زنا ) .. سفر هوشع 3 ( أمره الرب أن يأخذ لنفسه امرأة زنا )

** إنجيل متى 5 ( طوبى لصانعي السلام لأنهم أبناء الله ) .. إنجيل متى 10 ( ماجئت لألقي في الأرض سلاما بل سيفا ) ..

ولو أردنا استقصاء كافة التناقضات في الكتب المقدسة لاحتاج الأمر إلى كتاب مستقل علما بأن هذا الأمر قد تم تغطيته في العديد من الكتب التي صدرت في هذا المعنى وأن هناك المواقع الإسلامية على سبكة الإنترنت قد جمعت مئات الصفحات عن التناقضات والاختلافات والكلام البذيء والخرافات والأباطيل الموجودة في الكتب المقدسة يمكن للقارئ الكريم الرجوع إليها ولكن لابأس من استعراض بعض النصوص التي تعبر عن أفكار شاذجة مضحكة لا ترقى أن تكون كلام رب العالمين مثل :

** في سفر التثنية : ( إذا ذهبتم لمحاربة أعدائكم وأظفركم الرب إلهكم بهم وسبيتم منهم سبيا وشاهد أحدكم بين لأسرى امرأة جميلة فأولع بها وتزوجها فحين يدخلها إلى بيته يدعها تحلق رأسها وتقلم أظافرها ثم ينزع عنها ثياب سبيها ويتركها في بيته شهرا من الزمان تندب أباها وأمها ثم بعد ذلك يعاشرها وتكون له زوجة .. فإن لم ترقه بعد ذلك فليطلقها لتذهب حيث تشاء لا يبيعها بفضة أو يستعبدها لأنه قد أذلها ) ..

** أما نبي الله داود عليه السلام فكان في نظر الإسرائيليين لا يتورع عن اغتصاب أية امرأة جميلة تعجبه أو التجسس على النساء رغم أنه تزوج مئة زوجة ففي سفر صموئيل : ( وكان في وقت المساء أن داود قام عن سريره وتمشى على سطح بيت الملك فرأى من على السطح امرأة تستحم وكانت المرأة جميلة المنظر جدا .. فأرسل داود وسأل عن المرأة فقال واحد أليست هذه بثيشع بنت أليعام امرأة أوريا الحثي .. فأرسل داود رسلا وأخذها واضطجع معها وهي مطهرة من طمثها ثم رجعت إلى بيتها .. وحبلت المرأة فأرسلت وأخبرت داود وقالت إني حبلى ) ..

** من كتبهم المقدسة أن نبي الله داود عليه السلام قد تزوج مئة امرأة .. وتزوج نبي الله سليمان سبعمئة امرأة ,, ولكننا نجد الهجوم الصليبي واليهودي الشرسس البعيد عن اللباقة والأدب والصور الكاريكاتورية السافلة على رسول الله صلى الله عليه وسلم لزواجه من تسعة زوجات ترى لماذا لا يتجرأ أعداء الإسلام من الصليبين واليهود التهجم على أنبياء الله سليمان وداوود عليهما السلام لزواجهما مئات النساء أم أنهم يخافون اتهامهم بمعاداة السامية .. أضف إلى ذلك أن نبي الله سليمان عليه السلام عندما يتزوج سبعمئة امرأة ويزني بالعديد من النساء الخريات كما ورد في التوراة المحرفة فمتى يستطيع معاشرة جميع زوجاته أليس لديه عمل غير نكاح النساء ؟!!..

** يعتقد اليهود في كتبهم : ( أن نبي الله سليمان عليه السلام كان يتظاهر بتعظيم الأصنام باسم الصداقة أو عندما يريد هدمها من الداخل ) رغم أن نبي الله سليمان كان من أولي العزم وكان ملكا شديدا ظافرا لايحتاج إلى مثل هذه الأساليب الميكيافيلية المنحرفة ...

** ومن رسائل الأنبياء والرسل ننقل مقتطفات تبين مدى السخف الذي يعتقد به أصحاب العقائد الفاسدة المحرفة :

الرسالة الثانية من بولس إلى صديقه تيموثاوس : ( بادر أن تأتي إلي سريعا لأن ديماس إذا أحب الحياة الحاضرة تركني وذهب إلى تسالونيكي .. أما كريسكيس فقد ذهب إلى مقاطعة غلاطية .. وتيطس إلى دلماطية .. ولم يبق معي إلا لوقا

وحده .. خذ مرقس وأحضره معك فهو ينفعني في الخدمة .. أما تيخيكس فقد أرسلته إلى مدينة أفسس .. وعندما تجيء أحضر معك ردائي الذي تركته عند كاربس في ترواس وكذلك كتبي وبخاصة الرقوق المخطوطة ) ..

وفي رسالة بولس إلى صديقه تيطس : ( حالما أرسل إليك أرتماس أو تيخيكس اجتهد أن تأتيني إلى مدينة نيكوبوليس لأني قررت أن أشتي هناك ) ..

** وفي رسالة بولس إلى تيموثاوس : ( سلم على بريسكا وأكيلا وعائلة أونيسيفورس .. أراراستيس مازال في مدينة كورينثوث .. أما تروفيموس فقد تركته في ميليتس مريضا .. اجتهد أن تجيء إلي قبل حلول الشتاء .. يسلم عليك إيوبولس ولينوس وكلوديا والإخوة جميعا ) ..

** وفي رسالة بولس إلى أهل رومية : ( يسلم عليكم تيموثاوس معاوني ولوقيوس وياسون وسوسيباترس أقربائي وأنا تريتيوس الذي أخط هذه الرسالة أسلم عليكم في الرب .. يسلم عليكم غايوس المضيف لي وللكنيسة كلها .. يسلم عليكم أراستس أمين صندوق المدينة والأخ كوارتس ) ..

** وفي سفر صموئيل : ( فبادرت أبيجال وأخذت مائتي رغيف خبز وزقي خمر وخمسة خرفان مهيبة وخمس كيلات من الفريك ومائتي عنقود من الزبيب ومائتي قرص من التين ووضعتها على الحمير ..

** وفي سفر الأيام الأول يعرض قائمة طويلة جدا وصفحات عديدة لوكلاء داود وولاته ..

** وفي سفر الملوك إصحاحان كاملان في وصف الهيطل وطوله وعرضه وسماكته وارتفاعه وعدد نوافذه وأبوابه وغير ذلك كثير ..

** وفي أخبار الأيام الأول ست عشرة صفحة تتحدث عن أنساب آدم وأولاده وأحفاده وإبراهيم وذريته ..

** وفي سفر عزرا قائمة طويلة تتحدث عن العائدين من بابل حسب عائلاتهم وأعدادهم وأعداد حميرهم وجمالهم بالتفصيل ... وهناك تكرار كثير لبعض الفقرات التي نراها قد تكررت وبشكل حرفي في مواضع متعددة من العهد القديم وفقرات قد تكررت بتحريف بسيط ..

** في سفر الخروج : ( فرجع موسى إلى الرب فقال : لماذا أسأت إلى شعبك يارب ؟ .. لماذا أرسلتني ؟ فمنذ أن جئت لأخاطب فرعون باسمك أساء إلى الشعب وأنت لم تخلص شعبك على الإطلاق ) .. هل كان نبي الله موسى عليه السلام يكلم ربه بمثل هذا الأسلوب السافل المنحط البعيد عن اللباقة والأدب ...

** في المزامير : ( يارب لماذا تقف بعيدا ؟ لماذا تختفي في أزمنة الضيق ؟ ) .. أسلوب بعيد عن اللباقة والأدب مع الله جل وعلا لايمكن أن يصدر عن نبي الله موسى عليه السلام ...

** في المزامير : ( يارب إلى متى تنتظر ..؟ لايشمت بي الذين هم أعدائي باطلا .. استيقظ وانتبه إلى حكمي ) .. أيضا أسلوب غير مؤدب ...

في المزامير : ( يا إلهي لا تبطئ .. حتى متى يا رب تختبئ كل الاختباء ..؟ حتى متى يتقد غضبك كالنار ؟ ) .. أيضا أسلوب غير لائق . ** سفر أشعياء : ( لماذا أضللتنا يارب عن طريقك ؟ .. قسيت قلوبنا عن مخافتك ؟.. ) ..

** مراثي أرميا : ( بادت ثقتي ورجائي من الرب .. )..

** يظن بعض البسطاء أن تحريف وتشويه الكتب المقدسة عند اليهود والنصارى قد توقف منذ مئات السنين بعد الاجتماعات والمؤتمرات الكنسية العالمية التي توصلت إلى صيغ للكتب المقدسة ولكن الحقيقة المرة أن عمليات التشويه والتحريف في الكتب المقدسة لاتزال مستمرة حتى يومنا هذا فلو قارنا الأناجيل المتداولة بين أيدي الناس اليوم بنسخة الملك جيمس البريطانية الشهيرة لوجدنا اختلافات كبيرة جدا ولا أريد هنا أن أعقد مقارنة بين الأناجيل الحديثة التي تطبع حاليا باللغة العربية والإنجليزية مع النسخ الأصلية القديمة لأن ذلك يحتاج إلى تفرغ كامل وكتاب مستقل يكشف حقيقة دهاقنة الشر من اليهود والنصارى في متابعة سنة أسلافهم في التحريف والتبديل في الكتب المقدسة هذه السنة التي ذكرها الله جل وعلا في كتابه الكريم في مواضع عديدة من القرآن الكريم يقول ربنا جل شأنه : ( يحرفون الكلم عن مواضعه ) ..

** أصدر اللواء أحمد عبد الوهاب كتابا تحت عنوان ( إختلافات في تراجم الكتاب المقدس ) والذي أورد فيه الكثير من الاختلافات بين تراجم الكتاب المقدس عن النسخة الأصلية المعروفة بنسخة الملك جيمس .. ولبحث هذا الموضوع فقد اجتمع العلماء الإنجيليون المسيحيون في مؤتمر " سونوفا " ولمدة ستة أعوام متتالية وانتهى الاجتماع بالتصويت بعدم صحة الأناجيل كلها وحكمت هذه الحلقة الدراسية للعلماء الإنجيليين المسيحيين على أن ( 80% ) من الكلمات المنسوبة إلى السيد المسيح عليه السلام في الأناجيل غير صحيحة وانتهوا إلى أن المسيح نبي حكيم ويتكلم بالأمثال ويدلي بالحكم والمواعظ .. هذا وقد قام هؤلاء العلماء في هذا المؤتمر بالتصويت ضد كل الكلمات المنسوبة إلى المسيح عليه السلام في الأناجيل كلها وخاصة في إنجيل يوحنا وركزوا على العبارة ( إن الله أحب هذا العالم بحيث أن الله قتل ابنه الوحيد ) .. تشكلت هذه اللجنة عام 1985 م من مئتي عضو كلهم من العلماء الإنجيليين النصارى وذلك للرد على الآراء التي تتمسك بحرفية الإنجيل أما الإنجيليون المتعصبون فقد اتهموهم بالزندقة وأنهم ينفذون تعاليم الشيطان ويقومون بعمل الشيطان ..

** وعن أقوال المسيح يقول الدكتور البروفسور " فنك " : ( إن هذه الأقوال ليست من أقوال المسيح ) .. ويقول البروفسور " ماركوس بورينغ " أحد أعضاء الهيئة التدريسية في كلية اللاهوت في جامعة أورينغون الحكومية ورئيس جمعية النصوص الإنجيلية : ( إن صورة المسيح عندما كنا أطفالا لم تعد تشبه الصورة الحالية لنا الآن وإن جمهور العلماء المسيحيين يتفقون مع الحلقة الدراسية حول المسيح على أن الصورة المرسومة سابقا في أذهان الناس حول المسيح قد تغيرت وأن الأناجيل كلها أجمعت على أن المسيح يتكلم بأسلوب السرد الطويل الموجود في إنجيل يوحنا والعبارة الوحيدة الواردة في إنجيل يوحنا التي وافق عليها جميع المؤتمرين هي : ( لا كرامة لنبي في داره ) .. ويؤكد " بورينغ " : ( إنه يجب على المسيحيين أن ينظروا إلى الأقوال التي نسبت إلى المسيح على أنها لا قيمة لها رغم أهميتها في فهم العقلية الدينية لكنائس القرن الأول ) .. ويقول " روبرت فوتينا " من جامعة " فاسار " : ( إن العبارات التي ترد على لسان المسيح في إنجيل يوحنا : إنني أنا الراعي الصالح .. إنني نور العالم .. أنا خير الحياة .. هي من عمل المؤلف وليست من أقوال المسيح لأن المسيح نادرا مايشير إلى نفسه في الأناجيل الأخرى ) .. وكانت خلاصة البحث : ( إن ما ورد على لسان المسيح عليه السلام هو من عمل مؤلفي الأناجيل الذين استقوه من المؤمنين في ذلك الزمان أي بعد ثمانين عاما من رفع المسيح ) .. وفي اجتماع آخر قرر المؤتمرون : ( أن الكلام المنسوب إلى المسيح كثير ولكن الحقيقة أن المسيح لم يتكلم بشيء منه ) .. والجدير بالذكر أن جميع هذه المناقشات والشكوك التي جرت في هذا المؤتمر سيتم نشرها في كتاب سيصدر قريبا عن لجنة كنسية إنجيلية اسمها " ندوة المسيح " مركزها الولايات المتحدة الأمريكية .. والعجيب في الأمر أن هذه اللجنة قررت أن من أصل 1500 قولا منسوبا للمسيح عليه السلام لا يوجد إلا 91 قولا فقط يحتمل أن يكون المسيح عليه السلام قد قالها بينما بقية هذه الأقوال كلها قد تم تبديلها وتحريفها من قبل كتاب الأناجيل والمجددين عبر القرون الماضية .. يقول " بروس ميللو " أحد القساوسة المشاركين في هذه الندوة : ( إن هذا الكتاب سيكون أمرا خطيرا عندما نقرر ونقول أننا نشك في أن كل مافي الأناجيل جازم وحقيقي ) .. وعن العبارة التي وردت على لسان المسيح في إنجيل يوحنا : ( أنا نور العالم ) يقول المؤتمرون : ( إن هذه العبارة لم تظهر في بقية الأناجيل وأن هذا الكلام يعكس أسلوب النطق الشائع عند اليونانيين والرومانيين وليس هو من قول المسيح ) .. ويقول الخوري " بروس ميللر " : ( إن كتاب الأناجيل لم يكونوا مهتمين بتاريخ المسيح بل بالإيمان به وهذه نقطة مهمة لأن الذين كتبوا الأناجيل اعتبروا أنهم كتاب ومترجمون وأخذوا الكثير من الأدب الشعبي ) .. وعن مقال للباحث عبد الرحمن الخطيب باختصار وتصرف نشر في جريدة الحياة : ( والملاحظ أن الذي دفع الإنجيليين إلى مثل هذه الندوة إكتشاف إنجيل قديم جدا في مصر عام 1954 م اسمه إنجيل توماس ومن قبله إكتشاف إنجيل برنابا حيث أن برنابا هو أحد حواريي عيسى عليه السلام ولكن الفاتيكان والمجالس الكنسية العالمية قد أنكرت هذه الأناجيل رغم قدمها البعيد المغرق في التاريخ لأنها لاتتعرض لعقيدة التثليث الشركية وتعتبر أقرب إلى عقيدة التوحيد واعتبار المسيح نبي مرسل من عند الله وليس إلاها أو ابن إلاه ويمكننا أن نستنتج عمق المأساة التي يعيشها أبناء الدين المسيحي في العالم عندما تقرر هذه اللجنة أن 91 من أصل 1500 قول منسوب للمسيح يحتمل وليس مؤكدا أن تكون صحيحة وهذه تشكل فقط 6% بينما 94% من الأقوال المنسوبة إلى السيد المسيح هي أقوال محرفة أو مكذوبة أو مختلقة على السيد المسيح فأي عقيدة تلك التي يدين بها النصارى ويريدون نشرها والتبشير بها بقوة المال والاقتصاد والسلاح مادام 94% من كتبهم المقدسة مختلقة ومكذوبة على السيد المسيح عليه السلام .. بل كيف سيقتنع أبناء النصارى بعقيدتهم عندما تقرر لجنة المسيح المشكلة من رجال الدين المسيحي أن 94% من الأناجيل المتداولة هي مكذوبة ..؟!!!

هذا ولقد حاولت الدخول إلى العديد من المواقع والمنتديات اليهودية والنصرانية على شبكة الإنترنت للإطلاع على شكوك وتساؤلات النصارى حول ديانتهم وكتبهم المقدسة والتي وصلت إلى عشرات الألوف من الصفحات والتي لا أريد الدخول في تفاصيلها لأنها تستغرق ألوف الصفحات ولكني اخترت صفحة واحدة فقط من حوار بعض النصارى مع القسيس المشرف على المنتدي أعتبرها كافية لإعطاء فكرة كافية عن حياة الشك والضياع والحيرة التي يعيشها ويعاني منها أبناء النصارى هذه الأيام فلنستمع إلى الحوار التالي مع الاعتذار عن استخدام اللهجة العامية لأمانة النقل:

** عم واجه فكرة تقول إنو التوراة محرفة ورأيهم في ذلك بسبب الوحشية في أوامر الله القتل والسبي والزنا الموجود في قصص التوراة وأيضا حادثة لوط وبناته .. وهم يقولون إن الله لايأمر بذلك وأن الكتاب الذي يرد فيه مثل هذا الكلام لايكون كلام الله

** على كل حال محبة التوراة ليست مرجعية للمسيحيين ومن غير المجدي التحدث في كون التوراة محرفة أو غير محرفة .. كل مايهمنا في العهد القديم هو ما يتعلق بالعهد الجديد إضافة لكونه قديم طبعا ...

** أخي كلامك صحيح .. ولكن إذا كان التوراة مزيفة فهذا يعني أن المرجعية المسيحية مزيفة .. هل فهمت قصدي ولذلك يجب أن ندافع عن التوراة ...

** المرجعية المسيحية هي المسيح نفسه .. بدي أسألك سؤال .. مين قبل مين ؟.. المسيح أو التوراة ؟.. فكر ثم أجب ...

** أنا بصراحة أستغرب قليلا من نقطة هي أننا نحن المسيحيون نؤمن بأن كلمة الله واحدة وكانت معنا منذ الأزل وليس من المفروض أن تتغير فلماذا كانت قاسية بهذا الشكل في العهد القديم .. أعتقد أن هذا السؤال هو السؤال الأساسي الذي نريد جوابه ..

** يا شباب معكم حق .. مرجعيتنا المسيح ولكن نحن كمسيحيين نؤمن بالآيات التي تدل على مجيء المسيح وهذا ما أريد الدفاع عنه .. ولا يحق لي أن أدافع عن آية وأترك الباقي علي الدفاع عن التوراة بأكمله ...

** شو شباب وينكون القسيس المشرف على الموقع ليش ماعم يجاوبني بشأن موضوعي .. بشأن معنى ندم الله وحزن الله الموجودين بالعهد القديم ؟.. إلى آخر هذا الكلام اذي يدل على الحيرة والضلال والضياع ..

هكذا تجري الحوارات والشكوك بين شباب النصارى الضائعين الحيارى في كل لحظة ولكنهم سيظلون ضائعين ضالين حتى يفتحوا قلوبهم للمنهج الرباني الذي جاء به خاتم الأنبياء والمرسلين عليه أفضل الصلاة والتسليم .. وهنا يجيء دور الإسلام ودور القرآن الذي حفظه الله جل وعلا وتكفل في حفظه حتى تقوم الساعة ليدعو أهل الكتاب إلى عقيدة التوحيد الخالص إلى الدين الإسلامي السمح إلى ديانة تحترم وتبجل كل الأنبياء والمرسلين وتحترم وتبجل كل الديانات السماوية والكتب السماوية الصحيحة وباب الإسلام مفتوح على مصراعيه لكل الناس وبصورة خاصة النصارى الذين اكتشفوا الآن بأنفسهم أن 94% من الكتب المقدسة ليست صحيحة بل محرفة ومكذوبة على السيد المسيح عليه الصلاة والسلام .. وهذا الكلام هوكلام رجال الدين النصارى وليس كلام أحد من المسلمين وفي هذا المجال ومن خلال هذا الكتاب أتوجه إلى نصارى العالم بدعوة صادقة للدخول في دين الإسلام .. في دين التوحيد ويعيشوا في ظلال القرآن .. في ظلال الدين الحق المبين الذي وصل إلينا تماما كما نزل من عند الله .. كما أدعوهم دعوة عاجلة لأن يقرؤوا سورة مريم أم المسيح عليه السلام في القرآن الكريم ليدركوا الفارق الكبير بين قول الله جل وعلا وبين أقوال البشر والمدعين والمحرفين .. يقول ربنا جل شأنه : ( قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أن لا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن انتهوا فقولوا اشهدوا بأننا مسلمون ) ... ولا أريد أن أستطرد كثيرا في هذه الفقرة وذلك لأن التناقضات كثيرة جدا والخرافات أكثر والقصص التي تسيء الأدب مع الأنبياء والرسل ومع الله جل وعلا أكثر وأكثر .. وهذه الكتب المحرفة المبدلة والأباطيل بزعمهم هي الكتب المقدسة التي يعتمدون عليها وأنقل هنا رأي علماء اليهود والنصاري وقساوستهم .. يقول الباحث العراقي الأب سهيل قاشا في كتابه القيم التوراة البابلية : ( إن كثيرا مما ورد في العهد القديم من الكتاب المقدس مقتبس ومنتحل .. أخذ من آداب وأساطير العراق القديم ) وقال أيضا : ( إن التوراة ليست كتابا دينيا بل هي تاريخ أيضا بمعنى أن التوراة توراتان الأولى تضمنت الشريعة الإلهية الموسوية التي نزلت على النبي موسى عليه السلام في القرن الثالث عشر قبل الميلاد .. ولا أثر لهذه التوراة في عصرنا الحاضر .. أما التوراة الثانية فهي التي كتبها الحاخاميون وأحبار اليهود في بابل أي بعد عهد موسى بأكثر من سبعة قرون وهي التي تتداول ترجماتها اليوم ) ..

ويقول الكاتب الفرنسي جان لوي برنار عن الكتب المقدسة اليهودية : ( وتحس بكل تأكيد أن أحبار اليهود قد اقتبسوا من تاريخ الأقطار التي جلسوا خلالها بعض الحكايات فجمعوا كل المعلومات وكونوا منها تلفيقا هو أكذب تاريخ في العالم ) وقال كل من سيلفر وميليريتس : ( حتى الوصايا العشر التي يكاد يجمع العلماء على أنها الشيء الوحيد المتبقي من التوراة الأصلية لم تكن بكاملها ولا على هيئتها الحالية التي جاء بها موسى ) ..

** وردت آيات كثيرة في القرآن الكريم تقرر تحريف الكتب المقدسة عند اليهود والنصارى وفي ذلك يقول ربنا جل شأنه : ( فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا ) البقرة 97 .. ( يحرفون الكلم عن مواضعه ) النساء 46 .. ( يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون ) البقرة 75 .. ( يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفون من الكتاب ) المائدة 15 .. ( لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح بن مريم وقال المسيح يابني إسرائيل إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار .. لقد كفر الذين قالوا إن الله هو ثالث ثلاثة وما من إله إلا إله واحد ) المائدة 72 ...
** النصارى يؤمنون بالتوراة وذلك لقول المسيح عليه السلام : ( وما جئت لأنقض الناموس ولكن جئت لأكمل ) ..
** إن التوراة وبقية الكتب المقدسة التي يؤمن بها النصارى حتى الحالية منها تقرر عقيدة التوحيد في مواضع متعددة ولايوجد في التوراة أي ذكر أو إشارة إلى عقيدة التثليث التي ابتدعها النصارى .. جاء في رسالة بولس إلى تيموثاوث : ( لأنه يوجد إله واحد ووسيط واحد بين الإله والإنسان يسوع المسيح ) .. وجاء في الرسالة الأولى إلى أهل كورينثوث : ( لكن لنا إله واحد هو الأب ) .. وجاء في سفر ملاخي : ( أليس لنا أب واحد لكلنا .. أليس إله واد خلقنا ) .. وفي سفر أشعياء : ( رب واحد وهو الآب ) وجاء في انجيل يوحنا قول المسيح : ( الحق أقول لكم لا يقدر الإبن أن يعمل من نفسه شيئا إلا ما ينظر الآب يعمل ) .. وجاء في إنجيل يوحنا أيضا قول المسيح : ( لم أتكلم من نفسي لكن الآب الذي أرسلني هو أعطاني وصية ما أقول وبماذا أتكلم ) .. وفي إنجيل يوحنا على لسان المسيح : ( الكلام الذي تسمعونه ليس لي بل للأب الذي أرسلني ) .. وفي إنجيل يوحنا : ( الله لم ينظره أحد قط ) أما المسيح عليه السلام فقد رآه الناس من يوم مولده وحتى رفعه الله إليه .. وفي رسالة بولس إلى العبرانيين : ( بعدما سمع بنفسه تطهيرا لخطايانا جلس في يمين العظمة في الأعالي صائرا أعظم من الملائكة بمقدار ماورث اسما أفضل منهم ) .. وهنا نجد في قوله صار أعظم من الملائكة دليل على أنه لم يكن قبلا أعظم من الملائكة ولو كان المسيح إلها فهو حكما أعظم من الملائكة فكيف يستقيم هذا التعبير وكلمة أعظم من الملائكة لا تفيد بأنه إله لأنه لو كان إله لما احتاج إلى هذه الصفة .. وفي إنجيل لوقا : ( فاستولى الخوف على الجميع ومجدوا الله قائلين : لقد قام فينا نبي عظيم وتفقد الله شعبه )

** في التوراة وفي سفر التكوين ونشيد الأنشاد كلام واتهام للأنبياء والرسل إبراهيم وموسى ولوطا وبناته ونوحا وبنتاته عليهم الصلاة والسلام يخجل القلم عن ذكره .. فهل يصح أن يكون مثل هذا الكلام البذيء هو كلام الله وتشريع الله الذي يتعبد الناس بتلاوته ؟!!..

** في التوراة ينسب إلى نبي الله هارون عليه السلام أنه هو الذي أمر باتخاذ العجل .. فهل يستقيم هذا الهراء مع رسول من رسل الله عليهم الصلاة والسلام ..

** جاء في كتب اليهود المقدسة أن نبي الله داود عليه السلام قد احتال على قائد جيشه وأرسله إلى ميدان القتال ليقتل ويستولي على زوجته التي كان يحبها رغم أن داود كان لديه مئة زوجة .. وقد ذكر في التوراة أن داود قد زنى بزوجة جاره .. وأن داود عليه السلام قد رقص أمام التابوت عاريا .. فهل يقبل العقل مثل هذه الافتراءات على أنبياء الله الطاهرين الطيبين عليهم السلام .. وهل يعقل أن يكون هذا الهراء هو كلام الله جل وعلا ..؟!!..

** جاء في كتب اليهود أن نبي الله يعقوب عليه السلام قد سرق صنما لجده مصنوع من ذهب .. وأنه احتال على أبيه من أجل أن يسرق النبوة من أخيه عيسو ..

** يعتقد اليهود في كتبهم أن الله جل وعلا قد ندم على إرسال طوفان نوح وأنه بكى حتى رمدت عيناه ..!!..

** يعتقد اليهود في كتبهم أن يعقوب قد صارع الله .. أمر عجيب ..!!!..

** ورد في كتب اليهود العديد من الإشارات إلى أن التوراة الأصلية التي نزلت على موسى عليه السلام لا وجود لها .

** جاء في سفر الملوك : ( أن شوشق ملك مصر نهب خزائن بيت الرب وسلب التوراة الأصلية ) ...

** جاء في سفر الملوك : ( أن بني إسرائيل تركوا شريعة الرب وصنعوا الشر وبنوا لأنفسهم مرتفعات وأنصابا من الشرك ) ...

** جاء في سفر الملوك : ( إن سفر التوراة قد فقد قبل سليمان .. حيث ذكر أنه أنه لم يكن في تابوت العهد الذي نقله سليمان من مدينة داود إلى المعبد الجديد إلا الألواح التي كتبت عليها التوراة ) ..

** جاء في سفر الملوك : ( كانت التوراة مفقودة في أيام يوشيبا الملك وأن حزقيال الكاهن لم يجدها ) ..

** في سفر الملوك الرابع : ( إن ملوك بابل نهبوا أورشليم وأحرقوا الهيكل والتوراة ) ...

** أورد المطران المسيحي الدبس في كتابه عن تاريخ سورية قوله : ( نشبت مناوشات بين اليهود والحامية الرومانية في زمن القيصر أغسطيوس فنهب الرومان الهيكل ودنسوه وأحرقوا ما فيه من الكتب وأن الوالي الروماني كلود سير حملة لمطاردة اليهود في القرى وأن أحد الجنود الرومان عثر على أسفار موسى فمزقها على مرأى من الجمهور اليهودي ) .. وقد أورد المطران الدبس أمثلة كثيرة على ما طرأ على أسفار العهد القديم التوراة والعهد الجديد الإنجيل من طوارئ واضطرابات وترجمات عن الأصول المفقودة التي لم يعثر لها على أثر ...

** في الحرب التي نشبت بين اليهود والفلسطينيين والتي هزم فيها اليهود شر هزيمة استولى الفلسطينيون على التابوت وبقي عندهم سبعة أشهر ولم يعيدوه إلا بعد أن عبثوا به ...

** حدث خلاف شديد على نصوص التوراة بين السامريين .. وحصل خلاف شديد أيضا بين القرائين الذين يؤمنون بوجوب إلتزام الحرف والكلمة وبين الربانيين القائلين بجواز التفسير وكان الخلاف بينهم في الأمور الاعتقادية الأساسية .. وحصلت خلافات كثيرة أيضا على نصوص الكتب المقدسة بين الصدوقيين والفريسيين مما يدل على تلاعب وتحريف في نصوص الكتب المقدسة كما حصل خلاف كبير بين آريوس في الاسكندرية ونسطور في سورية وقد كان الخلاف شديدا في محتويات الكتب المقدسة وتأويلها ..

** يقول كعب الأحبار مخاطبا اليهود في عصره : ( ما من الأرض شبر إلا مكتوب في التوراة التي أنزل الله على موسى مايكون عليه وما يخرج منه إلى يوم القيامة ) .. فأين هذه التوراة التي تحدث عنها كعب الأحبار ..؟..

التبشير والاستشراق :

على الرغم من الاختلافات الكبيرة والشك الكبير في العقيدة النصرانية كما أسلفنا سابقا إلا أن الدول الصليبية تجند حملات تبشيرية صليبية مكثفة منذ عهود قديمة لتخريب معتقدات المسلمين وإفساد عقيدة التوحيد التي يتميز بها الإسلام عن كل العقائد والمذاهب والطوائف الأخرى .. يقول ويلز في كتابه معالم تاريخ الإنسانية : ( أكبر الظن أن المسيحية التي عليها المسيحيون اليوم لا يعرف المسيح عنها شيئا ) .. هذا ومن الملفت للنظر أن المخابرات الأمريكية قامت بتزويد ( البابا يولس السادس ) بأموال طائلة لدعم عمليات التبشير المسيحي .. ونقلت مجلة بانوراما الإيطالية ما مفاده ( أن البابا كان واحدا من عدة أساقفة وكردنيلات تلقوا أموالا طائلة من المخابرات الأمريكية ) .. وصدق الله العظيم حيث يقول : ( إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون والذين كفروا إلى جهنم يحشرون ) .. 26 الأنفال .. لقد قدم المستشرقون والمبشروين خدمات جليلة للدول الغربية في مجال استعمار واستعباد الشعوب وإشعال الفتن العرقية والطائفية والإقليمية وهذا كله لمنع قيام أية حضارة تنافس حضارتهم أو قيام أي تجمع يهدد كيانهم ووجودهم ومصالحهم .. حيث تبذل الكنائس والمنظمات الصليبية العالمية جهودا جبارة وأموالا طائلة ، مستخدمين أخس الطرق في سبيل إقحام المسلمين وغير المسلمين بالنصرانية وذلك بأساليب شيطانية واستغلالية مختلفة ..

تبذل الكنائس النصرانية والمنظمات الكنسية حول العالم جهودا جبارة وأموالا طائلة في عمليات التنصير التي يطلقون عليها عمليات التبشير حيث تستخدم في عمليات التنصير هذه أخس الطرق والأساليب في سبيل إقحام أصحاب الديانات الأخرى بالنصرانية .. فالمبشرون يستخدمون أساليب شيطانية تستغل ظروف الناس القاهرة مثل الفقر والمرض وغير ذلك كما أنهم يسهلون الاختلاط بين الشباب والشابات من خلال حفلات مختلطة متكشفة واستغلال المناسبات المتنوعة في سبيل إفساد الجيل الناشئ ومن فسدت أخلاقه سهل عليه الانزلاق بعد ذلك .. وعندما استعصى المسلمون على حملات التنصير المتكررة والمستمرة لجأ الغرب الصليبي الحاقد إلى نشر الفحش والفساد والإباحية بكل الأساليب والطرق لأنهم علموا أن إفساد أخلاق المسلمين هو أحد أهم معاول الهدم لعقيدة المسلمين .. ثم بعد ذلك تبنوا نشر الأفكار الجديدة المناقضة للإسلام مثل الوجودية والشيوعية والاشتراكية والديمقراطية والقومية حتى أصبح كثير من أبناء المسلمين معاول هدم للعقيدة الإسلامية وذلك بنشر مثل هذه الأفكار الغريبة عن ديننا .. وقام الحاقدون على الإسلام بإثارة الشبهات حول أحكام الشريعة الإسلامية السمحاء لتضليل أبناء المسلمين الذين لايملكون ثقافة دينية إسلامية واسعة ليفسدوا أفكار أبناء المسلمين ويحرفوهم عن خط الإسلام السوي .. وعلى الرغم من إن الإباحية الجنسية والعلاقات والروابط بين الشباب والشابات أمر محرم في جميع الديانات السماوية إلا أن المبشرين لا يتورعون في نشر الفساد والفحش والرذيلة في سبيل جذب الشباب والشابات إلى هذا الطريق المنحرف والبعد عن طريق الإسلام .. لقد كان المبشرون وعلى مدار التاريخ طلائع الاستعمار الغربي الصليبي وعيونه حيث استطاعوا بالمكر والخديعة أن يحققوا أكثر مما حققته الجيوش الصليبية الجرارة حتى وصل الأمر فيهم أن يقولوا : ( كأس وغانية يفعلان في الشرق ما لاتفعله المدافع والطائرات ) .. أي أنهم لم يتورعوا عن نشر الفساد في سبيل تحطيم عقائد الآخرين وهذا مناقض تماما لتعليمات المسيح عليه السلام حتى في كتبهم المحرفة .. لقد حاولوا تشويه التاريخ الإسلامي ونشر الفتن ما ظهر منها وما بطن ونشر الصراعات الداخلية ونشر الأفكار الهدامة التي لايؤمنون بها أصلا في سبيل تحطيم عقائد الآخرين وبصورة خاصة العقيدة الإسلامية .. ثم قاموا بنشر الشبهات التي تمس أصول العقيدة الإسلامية والشبهات التي تمس الرسول الكريم وصحابته الأجلاء والعظماء من الأمة الإسلامية وفق خطة مدبرة محكمة لتشويه الدين الإسلامي أضرب مثلا على ذلك تشويه سيرة الخليفة العباسي الفذ هارون الرشيد الذي كان يحج عاما ويغزو عاما فأوصلوه إلى مستوى الخلاعة والمجون والخمور والقيان والغلمان إمعانا منهم في تشوية سيرته العطرة وما ذلك إلا لأن دولة الإسلام في عهده قد وصلت إلى الصين شرقا وإلى مشارف فرنسا عند جبال البيرنيه غربا ووانتشرت في كل أصقاع الدنيا حتى أصبحت الخلافة الإسلامية في عهده الامبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس .. لقد كان المنصرون أساس كل فتنة عمياء تحدث في بلاد المسلمين بما أثاروه من نعرات طائفية ودعوات شعوبية ونزعات إقليمية وأفكار هدامة رغم أنهم يدعون أنهم حملة رسالة المسيح لإدخال العالم كل العالم في حظيرة المسيحية ولكنهم نسوا ملايين الملاحدة الكفرة المنتشرين في بلادهم ممن هجروا النصرانية واعتنقوا الكفر والإلحاد لأن النصرانية قد فقدت مبررات وجودها حتى عند النصارى أنفسهم .. لقد كانت أوربا المسيحية هي منبع كل الأفكار والعقائد الضالة المضلة من وجودية واشتراكية وشيوعية وداروينية وإلحادية وغير ذلك كثير من الأفكار والعقائد المنحرفة التي لم تقدم للبشرية إلا التعاسة والذل والفقر والجوع والمرض والجهل والفساد والإباحية والزنا والخنا .. ونحن نتساءل هنا بعد أن عرفنا أن الشعوب الغربية قد تخلت عن النصرانية وتخلت عن الكنيسة ولم يعد الغربيون يعتقدون بالنصرانية .. نتساءل لماذا كل هذه الإعانات والمساعدات السخية للمنصرين من قبل جميع الدول الغربية وجميع الحكومات الاستعمارية الظالمة التي لا تؤمن أصلا بالمسيحية والتي تخالف تعاليم المسيح عليه السلام .. أليس الأجدى أن يعيدوا الخارجين على الدين المسيحي في بلادهم إلى حظيرة الدين ؟.. أليس من الواجب على المنصرين أن يصلحوا الفساق والشاذين والكفار والملحدين وأن يقضوا على الكفر والإلحاد والزنا والفجور والإباحية في بلادهم أولا ؟.. إن المنصرين الذين يطلقون على أنفسهم كذبا وزورا لقب المبشرين هم الذين سهلوا الطرق للحملات الاستعمارية المجرمة الظالمة على بلاد العالم أجمع .. وهم الذين سهلوا الطريق للحروب الصليبية المجرمة على مدار التاريخ وحتى يومنا هذا .. لقد قام المنصرون ولا يزالون باستغلال الفقراء والضعفاء والمساكين والمحتاجين ليوقعوهم في حبائلهم بأساليب ظاهرها الرحمة وباطنها الخديعة والفساد فقاموا بافتتاح مدارس تنصيرية وقدموا لها الدعم السخي لتكون من أرقى المدارس ثم كرسوا لهذه المدارس قساوسة ورهبان للتدريس ومن ثم دس السم بالدسم وإلقاء بذور الفساد .. ثم قاموا بإنشاء المستشفيات والنوادي الرياضية والنوادي الترفيهية والجامعات وغير ذلك كثير من الأساليب والطرق الخسيسة اللاإنسانية لنشر باطلهم عن هذه الطرق عندما فشلوا فشلا ذريعا بنشرها بشكل واضح جلي ..

** كتب السيد باولز سفير الولايات المتحدة في الهند فيما ينقله عن أهالي رودسيا إبان الحكم العنصري : ( عندما جاء الرجل الأبيض إلى بلادنا لم يكن معه إلا الكتاب المقدس وكانت معنا الأرض وكل شيء .. أما الآن فقد أصبحت الأرض كلها في يد الرجل الأبيض ولم يبق لدينا غير الكتاب المقدس ) ..!!..

** جاء في كتاب " التبشير والاستعمار" للدكتور عمر فروخ والدكتور مصطفى الخالدي : ( لقد استغلوا آلام الإنسانية أبشع استغلال عندما اتخذوا من التطبيب وسيلة لنفث سمومهم جريا على القاعدة المشهورة التي وضعها دهاقنة الاستعمار هذه القاعدة تقول : حيثما يوجد بشر يوجد مرضى .. وحيثما يوجد مرضى تكون الحاجة إلى الطبيب ماسة .. وهي الفرصة الذهبية لإدخال الخراف إلى الحظيرة المقدسة .. لقد بلغت الخسة والدناءة في بعض المستشفيات أنهم لا يعالجون المريض إلا بعد أن يركع للصليب فإذا رفض طلبوا منه الاعتراف بأن شفاءه بيد المسيح أو أن يسأل المسيح الشفاء ومن يرفض فلن يحصل إلا على وصفة خاطئة قد تضر بصحته ) ...

** يقول المستشرق ( جب ) : ( أما المدارس فهي شرط أساسي لنجاح التبشير لأنها تفرز هياكل بشرية خالية من الفضائل والأخلاق والمثل العليا .. هذه المدارس تستخدم لتفريخ مسوخ بشرية متنكرة لدينها ووطنها وأبناء جلدتها ) .. ولا عجب في ذلك إذ يكفي المرء أن يطلع على الدروس التي تلقن للطلاب والكتب التي يدرسونها لتعرف أية طعنة نجلاء نوجهها إلى أبنائنا وفلذات أكبادنا .. وأي دس رخيص على الإسلام يحقن في أدمغتهم .. لقد استطاعت قوى الاستعمار الغربي بعد احتلالها عددا كبيرا من الدول الإسلامية أن تجند العديد من المستشرقين الذين قاموا بدراسة وافية للغات هذه الشعوب وعقائدهم وعاداتهم وتقاليدهم ومن ثم استطاعوا أن يضعوا مبادئ الغزو الفكري لمجتمعاتنا الإسلامية .. لقد أصدر المستشرقون بين عامي ( 1916-1931 ) سبعة مجلدات ذكر فيها أسماء المصادر والمراجع التي تدور حول المبشرين وجهودهم .. أما الرسائل التي كتبها المبشرون من سورية والشرق الأدنى فقط إلى زملائهم كانت في ثمانية وثلاثين مجلدا.. وكذلك فإن تقرير مؤتمر التبشير العالمي في أدنبرة عام 1910م طبع في عشرة مجلدات .. ومؤتمر التبشير الدولي في القدس عام 1928م فقد وضع تقريرا في ثمانية مجلدات .. وفي عام (1869م) طبعت أعمال مدارس التبشير الفرنسية في الشرق في أربعة مجلدات ، ومدارس التبشير الإنكليزية في لبنان في مجلد واحد .

** يقول أستاذ التاريخ في جامعة كولومبيا الأستاذ " إدوارد ميد ايرل " : ( ماذا يمكن أن يقال عن أعمال التبشير الأمريكي في الشرق الأدنى بعد قرن كامل من الدهر ، يمكننا أن نحشد إحصاءات هائلة تتعلق بملايين الدولارات وبألوف الأشخاص الذين ضحوا في هذا السبيل ، إن الوقت لم يحن بعد للحكم على قيمة ما حققه المبشرون عموما ، إن الرأي العام الأمريكي فيما يتعلق بالشرق قد خلقه المبشرون منذ قرن كامل فإذا كان الرأي العام الأمريكي قد طويت عنه بعض المعلومات أو غذي بمعلومات خاطئة أو دفع إلى موقف عدائي تجاه الشرق فإن المبشرين هم الملومين في ذلك لقد حرص المبشرون على أن يقدموا لنا صورة ناقصة مشوهة أو ساخرة في بعض الأحيان عن الإسلام والمسلمين ، وبما أن المبشرين قد حذفوا كثيرا من الخصائص والحقائق من الصورة التي رسموها عن الإمبراطورية العثمانية مما جعل الشعب الأمريكي لا يفرق بين الظالم والمظلوم ، فهم لم يعرفوا أن المسلمين والنصارى قد تألموا على السواء تحت حكم إمبراطوري فاسد ) ...

** يقول المبشر جيسوب : (لقد ثبت على اليسوعيين مؤخرا أنهم فضحوا واعتدوا على فتاتين من طائفة الروم الأرثوذوكس وأخفوهما حينا ولكنهم أرغموا على ردهما لأهلهما ، إن نظام الأديرة كله كان لعنة على سورية ، وإن بعض هذه الأديرة كان مقرا للفاحشة ) ويقول في موضع آخر : ( إني أود أن يمحى الإسلام من العالم ) ...

** يرى المستشرق الألماني (كارل بيكر) والمستشرق (غاردنر ) : ( أن الإسلام لما انبسط في العصور الوسطى أقام سدا منيعا منع انتشار النصرانية .. إن القوة التي تكمن في الإسلام هي التي تخيف أوربا وهذا سبب عداوتهم للإسلام ) ...

** يقول لورنس براون ( إذا اتحد المسلمون في امبراطورية عربية أمكن أن يصبحوا لعنة على العالم وخطرا ، أو أمكن أن يصبحوا نعمة على العالم أما إذا بقوا متفرقين فإنهم يظلون حينئذ بلا وزن ولا تأثير ) ...

** يقول القس سيمون : ( إن الوحدة الإسلامية تجمع آمال الشعوب السمر وتساعدهم على التملص من السيطرة الأوربية ولذلك كان التبشير عاملا مهما في كسر شوكة هذه الحركة ، ذلك لأن التبشير يعمل على إظهار الأوربيين في نور جديد جذاب ، ويعمل على سلب الحركات الإسلامية عنصري القوة والتمركز ، إذا كانت الوحدة الإسلامية تكتلا ضد الاستعمار الأوربي ثم استطاع المبشرون أن يظهروا الأوربيين في غير مظهر المستعمر ، فإن الوحدة الاسلامية حينئذ تفقد حجة من حججها وسببا من أسباب وجودها ، من أجل ذلك قالوا يجب أن نحول بالتبشير مجاري التفكير في الوحدة الإسلامية حتى تستطيع النصرانية أن تتغلغل في المسلمين ، وكذلك كان الفرنسيون أيضا يخافون من المساعي لتحقيق الوحدة الإسلامية ) ...
 

** يقول أديسون : ( وعلى هذا الأساس أصبح الأتراك خطرا على أوربا منذ دخلوا في الإسلام ، لا لأنهم مسلمون بل لأنهم أصبحوا قوة تستطيع أن تقف في وجه الأطماع ، حتى السنوسية وهي فرقة من المرابطين نشأت في طرابلس الغرب قد أصبحت على قلة ِشأنها وقلة أشياعها قوة ترهب الاستعمار لا لشيء إلا لأن الاتحاد يشكل قوة تفسد على المستعمرين أعمالهم ) ...

** يقول جون تاكلي عن الإسلام والمسلمين والقرآن ( يجب أن نستخدم كتابهم فهو أمضى سلاح في الإسلام ضد الإسلام نفسه لنقضي عليه تماما ، يجب أن نري هؤلاء الناس أن الصحيح في القرآن ليس جديدا وأن الجديد فيه ليس صحيحا ...

** يزعم المبشر يولوس رشتر : ( أن أكثر أفراد طائفة الدروز والنصيرية قد أصبحوا بروتستانتيين قلبيا ولولا أن الدولة العثمانية منعتهم بالقوة من إعلان بروتستانتيتهم لأصبحوا كلهم بروتستانت ظاهرا وباطنا ) .. إن هدف التبشير كما أعلنه كثير من المبشرين هو القضاء على الأديان غير النصرانية يقول الكاردينال لافيجيري : ( وبينما كان الإسلام على وشك أن ينهار في أوربا مع عرش السلاطين العثمانيين كان لا يزال نشطا في تقدمه وفتوحه على أبواب مملكتنا الإفريقية ) ...

** يقول ستيفان بنروز رئيس الجامعة الأمريكية : ( إن المبشرين يمكن أن يكونوا قد خابوا في هدفهم المباشر وهو تنصير المسلمين جماعات جماعات إلا أنهم قد أحدثوا بينهم آثار نهضة ، لقد برهن التعليم على أنه أثمن الوسائل التي استطاع المبشرون أن يلجأوا إليها في سعيهم لتنصير سوريا ولبنان ) ...

** يقول المبشر رايد عن صعوبة التبشير في بلاد المسلمين : ( إن عمل المبشر المسيحي بين هذا الشعب صعب جدا ، فبعد عمل أمتد خمسة عشر عاما صح عندي أن الطريقة الوحيدة لاكتساب هذا الشعب إنما هي في النفوذ الشخصي ، نفوذ الرجال والنساء الذين امتلئوا بروح القدس ، إن المشكلة في العمل بين المسلمين إنما هي في إيجاد الطريقة التي تساعد على الاقتراب منهم ، إن ذلك الحاجز العظيم الذي يدعى التعصب ، قد بناه الإسلام حول اتباعه ليحميهم داخله وليترك المبشر خارجه .. هذا الجدار اختراقه مستحيل وتسلقه مستحيل ، من الصعب أن تحب مسلما لأن المسلم ليس محببا إلى النفس ، ولأنه هو عادة يشمئز من الذين يحاولون الاقتراب منه إذا نالوا ثقته ) ...

** يقول اليسوعيون في كتابهم الذي أصدروه في بيروت عام (1931) : ( إن الأخوات لسن راهبات معلمات فقط ولكنهن أيضا راهبات مبشرات إنهن في كل مكان يعملن إلى جانب عملهن التعليمي أعمالا تبشيرية )

** يقول المبشر جون رالاي موط في كتابه " خمسة عقود ونظرة إلى المستقبل " : ( إن صواب الحركة التي بدأت في مطلع القرن العشرين وفي الولايات المتحدة خاصة تلك الحركة التي استغلت الطلاب والأساتذة وعوام الناس في التبشير )

** يقول ريدر بولارد : سفير بريطانيا في إيران خلال الفترة بين 1939 ــ 1946 : ( إن مسلمين كثر يقدرون أعمال الجمعيات التبشيرية في التعليم والتطبيب ولكنهم يصمون آذانهم عن دعوتهم الدينية ) .... لـذلك وعندما فشلت خطط التبشير القديمة تم في عام (1932) إصدر كتاب تحت عنوان " التفـكير الجديد في أمر الارساليات " والذي وضع خطط وأساليب جديدة في عمليات التبشير

** صدر كتاب تحت عنوان " طرق العمل التبشيري بين المسلمين " والذي يلجأ إلى الطريقة الميكافيلية .. يقول هذا الكتاب : ( لنجعل هؤلاء القوم المسلمين يقتنعون بالدرجة الأولى أننا نحبهم فنكون قد تعلمنا كيف نصل إلى قلوبهم ، يجب على المبشر أن يحترم في الظاهر جميع العادات الشرقية والاسلامية حتى يستطيع أن يتوصل إلى بث آرائه بين من يصغي إليها ، وعليه مثلا أن يتحاشى أن يقول عن المسيح أنه ابن الله حتى لا ينفر منه أولئك الذين لا يؤمنون هذا الإيمان فيستطيع أن يقاربهم حينئذ بما يريد أن يدعوهم إليه )...

** ويقول تشارلز واطسون : ( يجب على المبشرين أن يظلوا برءاء كالحمام ولكن هذا لا يمنعهم أن يكونوا حكماء كالحيات) ..

** بمناسبة الانقلاب العلماني على الخلافة الإسلامية العثمانية يقول " جوسب " : ( إن القضية التي تواجهنا بطبيعة الحال هي ماذا يكون من أمر هذا الانقلاب العظيم على دين الإمبراطورية العثمانية ....؟! ... إن هذا سيساعدنا على طبع الكتب البروتستانتية وسيصبح المرء العثماني حرا في أن يغير دينه ) ...

** وفي ظل الانتداب الفرنسي أختار اليسوعيون أن يوسعوا جهودهم التبشيرية في جبال العلويين بين الطائفة النصيرية ليفرضوا على المستضعفين منهم المذهب الكاثوليكي ، وزعموا أن نفرا منهم قد جاؤوا إلى الراهبات اليسوعيات في صافيتا وطلبوا منهن أن يقبلنهم في المذهب اللاتيني ، مما أدى إلى إسراع رهبان يسوعيون من بيروت إلى بلاد العلويين واستكتبوا رجلا منهم كتابا أرسلوه إلى البابا فيه يزعمون أن النصيرية من أحفاد الصليبين وأن التعليم الديني عند الرهبان جعلهم يرون أن النصرانية هي خير الأديان ) .. وعلى الرغم من قدوم الأب شانتور في 6 تشرين الأول 1930 مع خمسة من اليسوعيين لإنشاء مركزيين تبشيريين في بلاد العلويين في منطقة (قرق خان) إلا أن حملة التبشير فشلت أيضا في مهمتها إذ لم تستطيع هذه الحملة التي انفق عليها مبالغ طائلة إلا تنصير نحو ثمانين شخصا احتفلوا بهم في جنينة رسلان في (15-آب-1930) .. لقد كانت الدول الأجنبية تبسط حمايتها على مبشريها في بلاد الشرق ولقد كان المبشرون يعملون على تهيئة شخصيات شرقية لا تقاوم الوجود الأجنبي ) .

** يقول الطبيب المبشر بول هاريسون في كتابه " الطبيب في بلاد العرب " : ( إن المبشر لا يرضى عن إنشاء مستشفى ولو بلغت منافعه منطقة عمان بأسرها لقد وجدنا في بلاد العرب لنجعل رجالها ونساءها نصارى ) .. يقول موريسون : ( نحن متفقون بلا ريب على أن الغاية الأساسية من أعمال التنصير بين المرضى في المستشفيات أن نأتي بهم إلى المعرفة المنقذة ، معرفة ربنا يسوع المسيح وأن ندخلهم أعضاء عاملين في الكنيسة المسيحية الحية ) .. هذا ولقد أقر المبشرون المسيحيون في جميع مؤتمراتهم ومحافلهم على استغلال الطب والمستشفيات التبشيرية وسيلة لعمليات التبشير والتنصير نذكر من هذه المؤتمرات مؤتمر القدس عام 1924 ومؤتمر استنبول وحلوان في مصر وبرمانا في لبنان وبغداد وكلهم أجمعوا أن الطب وسيلة ناجحة في عمليات التبشير ولقد زرت أحد المستشفيلت التبشيرية في مدينة حلب فرأيت القائمين على مجريات الأمور قساوسة وراهبات ورأيت فوق كل سرير من أسرة المرضى صليب ضخم من البرونز وبجانب كل مريض نسخة من الإنجيل باللغة العربية .. تقول أيواهاريس الممرضة والمبشرة تنصح الطبيب الذاهب بمهمة تبشيرية : يجب أن تنتهز الفرص لتصل إلى آذان المسلمين وقلوبهم فتكرز لهم بالإنجيل إياك أن تضيع التطبيب في المستوصفات والمستشفيات فإنه أثمن تلك الفرص على الإطلاق ، ولعل الشيطان يريد أن يفتنك فيقول لك واجبك التطبيب فقط لا التبشير فلا تسمع منه ...

** قال نفر من المبشرين : ( إن أهداف المدارس والكليات التي تشرف عليها الإرساليات في جميع البلاد كانت دائما متشابهة ، فهي في الدرجة الأولى واسطة لتمرين قسس للكنيسة ، حتى أن الموضوعات العلمانية التي تعلم من كتب غربية وعلى يد مدرسين غربيين تحمل معها الآراء النصرانية ) .

** كتب المبشر هنري هريس جوسب إلى السيد ستيوارت دودج عام 1870 : ( لنبتهل إلى الله في سبيل تعميد نفوس أولئك الشبان الذين يترددون على الكليات ، إن التعليم في مدارس الإرساليات المسيحية إنما هو واسطة إلى غاية هذه الغاية هي قيادة الناس إلى المسيح وتعليمهم حتى يصبحوا أفرادا مسيحيين وشعوبا مسيحية ولكن حينما يخطو التعليم وراء هذه الحدود ليصبح غاية في نفسه وليخرج لنا خيرة علماء الفلك والجيولوجيا والنبات والجراحين والأطباء فإننا لا نتردد حينئذ في أن نقول : إن رسالة مثل هذه قد خرجت عن مدى التبشير المسيحي إلى مدى علماني محض ، إن مثل هذا العمل يمكن أن تقوم به جامعات هايدلبرج وكمبردج وهارفرد وشيفيلد لا الجمعيات التبشيرية التي تسعى إلى أهداف روحية فحسب ) .. أما نيروز مدير الجامعة الأمريكية في بيروت فيقول : ( لقد ثبت بشكل قاطع أن التعليم هو أثمن وسيلة استغلها المبشرون الأمريكيون في سعيهم لتنصير سورية ولبنان ، ومن أجل ذلك تقرر أن يختار رئيس الكلية البروتستانتية الإنجيلية من مبشري الإرسالية السورية ..) .

** يقول المبشر جون موط : ( يجب أن نؤكد في جميع ميادين التبشير جانب العمل بين الصغار وبينما يبدوا مثل هذا العمل وكأنه غيرية إلا أننا مقتنعين لأسباب مختلفة بأن نجعله عمدة عملنا في البلاد الإسلامية ، إن الأثر المفسد في الإسلام يبدأ باكرا جدا من أجل ذلك يجب أن يحمل الأطفال الصغار إلى المسيح قبل بلوغهم الرشد وقبل أن تأخذ طبائعهم أشكالها الإسلامية ، وهكذا نجد أن وجود التعليم في يد المعلمين المسيحيين لا يزال وسيلة من أحسن الوسائل للوصول إلى المسلمين )

** يقول دانبي : ( كان التعليم وسيلة قيمة إلى طبع معرفة تتعلق بالعقيدة المسيحية والعبادة المسيحية في نفوس الطلاب .. وقد يتسع الشك على كل حال حينما يأتي استخدام معلم غير مسيحي ليعلم موضوعات لا نجد لتعليمها معلما مسيحيا ، ومما لا ريب فيه أن معلما مسلما ذا خبرة بمهنته يمكن أن يجعل منه معلما يبعث الحياة في طلابه أو مربيا صالحا ، ولكن إذا كانت الغاية من التعليم في المدارس المسيحية إنما هي تزويد الطلاب باستشراف مسيحي للحياة وتمرين لهم على ممارسة المبادئ المسيحية وتقريبهم من اختبار شخصي للإيمان المسيحي فكيف يمكن للمسلم الأمين أن يعاوننا على بلوغ هذه الغاية ؟ ) ... من أجل ذلك ترفض المدارس التبشيرية أن تتقيد بالمناهج الرسمية للبلد الذي تكون فيه لأن ذلك يفقدها الغاية من وجودها وهي التبشير بالديانة المسيحية ، ولكن رغم كل هذا الإصرار والتركيز من الإرساليات التبشيرية النصرانية فإن العديد من الدول العربية والإسلامية استطاعت أن تلغي هذا الدور الخبيث لتلك الإرسليات وأن تخضع تلك المدارس والمعاهد التبشيرية لنظام التعليم العام ولمناهج وزارات التربية والثقافة والتعليم وإلغاء هذا الدور التبشيري الإستعماري المقيت ، اذكر على سبيل المثال أن سورية استطاعت أن تضم كل هذه المدارس التبشيرية إلى وزارة التربية وتلغي كافة صلاحياتها وامتيازاتها وتخضعها جميعا إلى المناهج الدراسية المقررة من وزارة التربية في سورية ..

** يقول المبشر بنيامين ماري في مقال نشرته مجلة العالم الإسلامي التبشيرية بعنوان "شمال نيجريا ميدان للتبشير" استعرض فيه حالة تلك البلاد وما هي عليه من التأخر العلمي على الأخص إذ أن الذين يحسنون القراءة والكتابة لا يتجاوز 2.5% ..ثم قال : ( وهذا يتيح فرصة عظيمة للتعليم التبشيري المسيحي ) .. ولقد كانت خطط دهاقنة التبشير في العصر الحديث : ( إيجاد المعلم المسيحي الأجنبي ــ فإن لم يتوفر فالمعلم المسيحي المحلي ــ فإن لم يتوفر فالمعلم المسلم الغير متمسك بدينه ) ...
 

** ولو راجعنا أسماء الاساتذة الذين يشغلون المناصب في الجامعة الأمريكية في بيروت لرأينا أكثر من (92%) من المعلمين من النصارى وأغلبهم من المبشرين ، والمدارس التبشيرية تضع خطة للاستغناء عن المعلمين المسلمين ما أمكن ذلك ، أما المدارس اليسوعية ومدارس الفرير فلا يمكن أن تجد فيها معلما واحدا من المسلمين أبدا ، وفي العصر الحديث ورغبة في إقبال الطلاب المسلمين على مثل هذه المدارس فقد تم إدخال بعض المعلمين المسلمين من غير المتمسكين بدينهم ومن عائلات قريبة إلى العائلات النصرانية ، ولكن يعاملون بمعاملة مختلفة عن معاملة النصارى الغربيين من حيث المناصب والرواتب وغير ذلك .

** إيجاد المناهج التي تكرس الطائفية المسيحية وتدخل قنوات مسيحية في هذه المناهج ففي مادة الدين والتاريخ يدرس التوراة أوما يسمونه بالعهد القديم ، ثم نظرا لأن التوراة هي كتاب اليهود ونظرا للحساسية الكبيرة بين العرب واليهود فقد تم تدريس التاريخ والجغرافيا والاجتماع وفق تعاليم التوراة والأنجيل بأسلوب مبطن وغير ظاهر ...

** إيجاد الكتب المدرسية التي تخدم التبشير فقد تم وضع الكتب والمناهج المدرسية وفق الكتب التي تدرس في أوربا يضاف إليها سياسة الدس والتشويه على الإسلام والتاريخ الإسلامي بحجة أنها مدارس تبشيرية وأن هدفها مقاومة العرب والمسلمين لذلك وصل بهم الأمر إلى درجة من السخف والانحطاط لم يصلها الجاهلون والعلمانيون والبلشفيون .. فقد جاء في كتاب " تاريخ محاضرات جورج ابزاك البا للشرق الأدنى " لطلبة الصف الخامس ما نصه : ( واتفق لمحمد في أثناء رحلاته أن يعرف شيئا قليلا من عقائد اليهود والنصارى ، ولما أشرف على الأربعين أخذت تتراءى له رؤى أقنعته بأن الله اختاره رسولا .. والقرآن مجموع ملاحظات كان تلاميذه يدونونها بينما كان هو يتكلم وأمر محمد اتباعه أن يحملوا العالم كله على الإسلام بالسيف إذا اقتضت الضرورة .. ودخلت فلسطين في سلطان الكفرة منذ القرن السابع الميلادي ) .. يقصد بالكفرة هنا المسلمين .. أما في كتاب " تاريخ فرنسا " والذي يدرس في صفوف الشهادة الابتدائية في مدرسة القديس يوسف يقول المؤلف فيه : ( إن محمدا مؤسس دين الإسلام قد أمر أتباعه أن يخضعوا العالم وأن يبدلوا جميع الأديان بدينه هو ، ما أعظم الفرق بين هؤلاء الوثنيين وبين النصارى إن هؤلاء العرب قد فرضوا دينهم بالقوة وقالوا للناس : أسلموا أو تموتوا بينما أتباع المسيح ربحوا النفوس ببرهم وإحسانهم ، ماذا كانت حال العالم لو أن العرب انتصروا علينا ، إذا لكنا نحن اليوم مسلمين كالجزائريين والمراكشيين ) .. هذا ولقد وضع كتب للمطالعة لغير الطلاب الملتزمين بالدراسة في المدارس التبشيرية المسيحية حيث يتم التركيز على الخلافات والمذاهب والدس وإشعال نار الفتن وكتب الشبهات حول الإسلام وهي كثيرة ويمكن أن نجد هذا الصنف في سلسلة ضخمة من قصص التاريخ الاسلامي في كتابات جرجي زيدان ، والكتب الأدبية مثل كتاب النبي لجبران خليل جبران .. ومؤلفات وكتب النصارى قلما تخلوا من الدس او التبشير أو الإساءة إلى الإسلام والمسلمين وإلى الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم .. هذا وقد تم نشر الكتب الوجودية والإلحادية والفلسفات المادية الجدلية من وجودية سارتر وشيوعية ماركس وأنجلز ونفسية فرويد ومادية داروين وكلها تدرس في المدارس التبشيرية على أنها نظريات ثابتة لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها حتى ولو تعارضت مع الأديان ، وذلك بغرض إفساد عقائد وأفكار المسلمين .

** ومن سياسة المبشرين إقامة الاجتماعات والندوات التي تلقى فيها الخطب والمحاضرات والمناظرات ومن خلالها يقوم دهاقنة الصليبية بإثارة الشبهات والدس على الإسلام والمسلمين خاصة عند الشباب الذين لا يملكون رصيدا كافيا من العلم الشرعي والمعرفة للرد

عل للردعلى هذه الشبهات .. ومن سياستهم أيضا بناء الكنائس إلى جانب كل مدرسة أو حتى داخل مدرسة بحيث تصبح المدرسة تحت إشراف الكنيسة ورجال الدين في الكنيسة .. ومن سياستهم أيضا تظاهر المبشرين بدراسة مشاكل الشباب ومساعدتهم على حلها حتى لو تطلب ذلك تكاليف معينة فإن المبشرين يحاولون تحمل هذه التكاليف ليظهروا أمام الطلاب والشباب بمظهر المصلح والمنقذ إضافة إلى توجيه الشباب بين فترة وأخرى إلى الأفكار المسيحية والأعياد المسيحية حتى وجدنا عددا كبيرا من أبناء المسلمين أصبحوا يحتفلون بعيد ميلاد المسيح وعيد رأس السنة الميلادية وعيد الحب أو ما يسمونه عيد القس فالانتاين وعيد الهالاوين وغير ذلك من أعياد النصارىوهذا محرم شرعا وعقلا ونقلا .. ومن سياستهم نشر الفساد والفحشاء في البلاد الإسلامية وذلك من خلال مبدأ الميكافيلية ( الغاية تبـرر الوسـيلة ) حتى أن أحد المبشـرين إبان الاحتلال الفرنسي لسوريا ولبنان قال ( كأس وغانية يفعلان في الشرق مالا تفعله المدافع والدبابات ) .

** هذا ولقد بارك البابوات الذين تعاقبوا على الفاتيكان أعمال المبشرين رغم ما فيها من غش وخداع وكذب وتضليل وتشويه للحقائق واستغلال للحاجات .

** يقول المبشر ( جوسب) : ( إن مدرسة البنات في بيروت هي بؤبؤ عيني ، لقد شعرت دائما أن مستقبل سورية إنما هو بتعليم بناتها ونسائها ، وهاهي قد أثرت اهتماما شديدا في أوساط الجمعيات التبشيرية ) .

** تقول المبشرة ( أنا ميليغان ) : ( في صفوف كلية البنات في القاهرة بنات آباؤهن باشوات وبيكوات ، وليس ثمة طريق إلى تدمير حصن الإسلام أقصر مسافة من هذه المدرسة ....)

** يقول المبشر تكلي : ( يجب أن نشجع إنشاء المدارس وأن نشجع التعليم الغربي ، إن كثير من المسلمين قد زعزع اعتقادهم الديني حينما تعلموا اللغة الإنكليزية وإن الكتب المدرسية الغربية تجعل الاعتقاد بكتاب شرقي مقدس أمرا صعبا جدا ..)

** في كانون الأول ( 1836م ) اجتمع كل من المبشرين فانديك ،دانيال بلس ، فورد ، جوسب ، هرتز مع قنصل الولايات المتحدة في بيروت وكان من أهم ما قرره بالنسبة للجامعة الأمريكية وبقية المعاهد بقولهم (نحن نصر على الطابع التبشيري للكلية وعلى أن يكون كل أستاذ فيها مبشرا مسيحيا ) .

** ويقول دانيال بلس مدير الكلية السورية الإنجيلية : ( إن السنوات الأولى التي شهدت تطور الكلية السورية الإنجيلية قضت أن تسير الكلية في مسارها بهدوء قدر الإمكان فلا تلفت إليها نظر رجال الحكم قبل أن تثبت جذورها في الأرض، فلما ثبتت جذورها تركت التستر وأصبح لها اجتماعات دينية ظاهرة فأجبرت جميع الطلاب الداخليين على أن يحضروا صلاة يوم الأحد ، وكان اجتماع الصباح إجباريا ) .

** يقول ستيفن بزوز : ( ومع ذلك فإن الجامعة الأمريكية في بيروت كانت نتاج حركة التبشير الأمريكية بل إن التبشير كان المبرر الوحيد لتأسيسها ) .

جرائم المبشرين النصارى :

يعتقد النصارى في كتبهم أن المسيح قال : ( أحبوا أعداءكم وباركوا لاعنيكم وأحسنوا إلى من أساء إليكم ) .. ويقول أيضا : ( ومن ضربك على خدك الأيمن فأدر له الأيسر ) .. ويقول أيضا : ( ما جئت ألقي في الأرض حربا بل سلاما ) .. ْولكن الحقيقة أن الصليبيين الذين يدعون أنهم أتباع المسيح عليه السلام كانت حروبهم دائما حروب إبادة حروب إجرامية شرسة قذرة خلافا لأوامر المسيح عليه السلام السامية ...

** ذكر المطران ستيفن نيل في كتابه " تاريخ البعثات النصرانية " ما يلي : ( بعد وصول المبشر لافيجيري إلى الجزائر ظهر وباء التيفوس والكوليرا وحدثت بعد ذلك مجاعة فجمع (1800) طفل يتيم واستحصل من السلطات الفرنسية على إذن بتحويلهم إلى النصرانية في بعض المستوطنات التي سموها ( القرى النصرانية ) وهذه التجربة قادته إلى تشجيع غيره من المنصرين لاتباع نفس الطريقة في بلاد أخرى فصاروا ينشرون الأمراض ويشترون الأطفال ويجمعونهم في مستوطنات نصرانية هي عبارة عن أديرة وكنائس يربونهم فيها على العقيدة النصرانية ) وقد حصل ستيفن نيل على رسالة من الأخ بوارييه المؤرخة 28/4/1886م يقول فيها ( إنه إبان مرضه لا حظ أن الأخ " ترابا " الإيطالي اشترى ثلاثين طفلا بقيمة (310) جنيه استرايني وهذا سعر مرتفع جدا .. وقد نجحت طريقة شراء الأطفال لدرجة أنه كان لليسوعيين سنة 1902م في منطقة واحدة مئتان وخمسون مزرعة كنسية بها خمسة آلاف من الأولاد ) ...

** قام المبشرون النصارى باستغلال المرضى في أندونيسيا حيث قامت جمعية الإنجيل الثانية في إندونيسيا وخلال عشرين عاما فقط بإنشاء عدد كبير جدا من المستشفيات هدفها تنصير المسلمين حيث أعلنت هذه المنظمة عن تنصير 400000 شخص كما أعلنت وكالة اليونايتد برس أن عدد الذين تنصروا من المسلمين في إندونيسيا حوالي ثلاثة ملايين ونصف نسمة ...

** عقد المبشرون مؤتمرهم في الهند عام 1911م برئاسة القس المبشر صموئيل زويمر الذي قال : ( إن الانقسام السياسي الحاضر في العالم الإسلامي دليل بالغ على عمل يد الله في التاريخ واستثارة للديانة المسيحية لكي تقوم بعملها إن ذلك يشير إلى كثرة الأبواب التي أصبحت مفتحة أمامنا في العالم الإسلامي على مصاريعها .. إن ثلاثة أرباع العالم الإسلامي يجب أن تعتبر الآن سهلة الاقتحام على الإرساليات التبشيرية إن في الإمبراطورية العثمانية اليوم وفي غربي شبه جزيرة العرب وفي إيران والتركستان والأفغان وطرابلس الغرب ومراكش سدودا في وجه التبشير ولكن هناك مئة وأربعون مليونا من المسلمين في الهند وجاوة والصين ومصر وتونس والجزائر يمكن أن يصل إليهم التبشير المسيحي بشيء من السهولة ) ...

** وقال جوسب : ( من العناية الإلهية العظيمة أن المطبعة الأمريكية والمدارس الأمريكية في سوريا كانت وسيلة لإعداد رجال ونساء كثر ليكونوا مواطنين أمريكيين ) ...

** يقول ريتشرد : ( إن أبوة الله تشمل جميع الشعوب .. وإن الأخوة تضم جميع البشر وإذا لم تكن الأممية نصرانية فيجب أن ننصرها .. حتى يستطيع المبشرون أن ينصروا جميع الشعوب على السواء .. إن البروتستانتية لا تتعارض مع مبدأ القومية وأن الدولة العثمانية تخاف من انتشار الروح القومية بين رعاياها ) ..

** يقول وولز في كتابه معالم تاريخ الإنسانية : ( لقد كادت الكنيسة تفقد سيطرتها على ضمائر الأمراء وذوي اليسار والاقتدار من الناس .. وكذلك شرعت تفقد إيمان عامة الناس وثقتهم بها وكان من نتيجة ذلك انحطاط سلطانها الروحي على الطبقة الأولى حيث جعلتهم ينكرون تدخلها في شؤونهم وقيودها الخلقية عليهم وادعاءاتها بالسيادة العليا فوقهم وادعاؤها الحق في فرض الضرائب وفي حل ارتباطات الولاء ولذلك فقدت سلطانها واحترامها عندهم .. وظل هذا الخروج عن طاعة الكنيسة بصدر من الأمراء والحكام طوال العصور الوسطى بكاملها رغم أن الأمراء لم يفكروا جدياً بالانفصال عن المذهب الكاثوليكي وإقامة كنائس جزئية منفصلة إلا عندما فقدت الكنيسة احترامها عند الناس .. أكبر الظن أن المسيحية التي عليها المسيحيون اليوم لا يعرف المسيح عنها أي شيء ) ..

** إن موضوع تحريف العقائد النصرانية أمر ثابت لا يختلف فيه اثنان حتى من علماء ومفكري ومؤرخي الغرب إذ هناك عدد كبير من الشهادات الغربية للمفكرين الغربيين تثبت تحريف وتشويه العقيدة النصرانية ومزجها بالأفكار والعقائد الوثنية والأفكار الدخيلة إذ لم يتبق من النصرانية التي نزلت على المسيح عليه السلام أي أثر يذكر .. ولقد تركز التحريف والتشويه في العقائد النصرانية على أساسيات هذه العقيدة حيث تحولت عقيدة التوحيد إلى عقائد شركية وأصبح الإله الواحد آلهة متعددة وتم تأليه رسول الله عيسى عليه السلام وادعاء بنوته لله رب العالمين وتأليه مريم بنت عمران وتأليه جبريل عليه السلام واختراع قصة الصلب والفداء وتقديس الصليب وعبادته وعبادة الأصنام والصور والتماثيل ثم جعل الدين عقيدة وطقوساً تقام في المناسبات فقط وترك القانون الروماني الوثني يحكم حياة الناس .. وذلك لأن الدين المنزل من عند الله هو عقيدة وشريعة في وقت واحد .. عقيدة توجه الناس إلى ربها وخالقها .. وشريعة تحكم جميع أمور الناس في هذه الحياة .. هذا غيض من فيض من الانحرافات التي انحرفت فيها العقيدة النصرانية عن الأصل الإلهي الذي أنزله الله جل وعلا على السيد المسيح عيسى عليه السلام...

** يقول شاتيليه في كتابه " الغارة على العالم الإسلامي " : ( ولا شك في أن إرساليات التبشير من بروتستانتية وكاثوليكية تعجز عن أن تزحزح العقيدة الإسلامية من نفوس منتحليها ولا يتم ذلك إلا ببث الأفكار التي تتشرب مع اللغات الأوربية حيث يحتك الإسلام مع الحضارة الأوربية وتتمهد السبل لتقدم إسلامي مادي وتتم أساليب التبشير لبناتها في هدم الفكرة الدينية الإسلامية التي لم تستطع أن تحفظ كيانها وقوتها إلا بعزتها وانفرادها ) .. وهنا نلاحظ أن شاتيليه رغم اعترافه بقوة العقيدة الإسلامية وعزتها وتفردها وأصالتها إلا أنه وبدافع من حقده الصليبي الدفين يريد أن يحتال بطرق ملتوية لتدمير العقيدة الإسلامية ..

** هاجم رئيس أساقفة كانتربري العنف الأمريكي والنزعات الإمبريالية الأمريكية وقال إن السياسة الخارجية الأمريكية أوجدت أسوأ عالم ممكن ..

** أبدى البابا بينيديكت قلقه من استمرار النزاع في العراق ومعاناة الشعب العراقي يكافة أطيافه وقال إن الكنيسة والمسيحيين يتضامنون مع تلك الأرض الحبيبة واستغاث برحمة الله لتحقيق التوافق والسلام .. تعاطف لا بأس به ولكنه جاء متأخرا كثيرا وذلك بعد أن قتل الأمريكان والبريطانيين في العراق مئات الآلاف من لأبرياء في عراقنا الحبيب ..

جريمة فصل الدين عن الدولة :

لا أريد هنا في هذا الكتاب أن أستقصي كل الانحرافات والخرافات التي يعتقدها النصارى اليوم ولا الوثنيات والشركيات التي دخلت على دين النصارى لأن ذلك يحتاج إلى كتب ومجلدات والمتواجدة بكثرة في المكتبات يمكن أن يرجع إليها القارئ الكريم في مظانها إذا ما أراد التوسع في هذا المجال وإنما أريد هنا أن أقدم فكرة مبسطة مختصرة جداً لدعم الفكرة الأساسية التي وضع هذا الكتاب من أجلها .. إن أهم نقطة يجب أن تركز عليها هنا في هذا البحث هي موضوع فصل الدين عن الدولة وفصل العقيدة عن الشريعة وإقرار النصارى قبول أية شريعة مادية حتى ولو كانت مخالفة لدين الله تحت مبدأ ( أعط ما لقيصر لقيصر وما لله لله ) .. والذي ينسب كذباً وزوراً للمسيح عليه السلام .. إن الكنسية النصرانية فقدت كل كيانها ومصداقيتها عندما آثرت الانطواء داخل الأديرة والكنائس والمعابد ورضيت الاكتفاء ببعض الطقوس والمراسم الكنسية التعبدية وتركت التشريع والحكم والمعاملات وجميع أمور الحياة للقوانين الوضعية البشرية الوثنية .. إن أي نظام يرضى بأن يطبق شريعة سماوية في المعبد فقط ويرضى بتطبيق شريعة وثنية كافرة ظالمة في جميع شئون الحياة لهو نظام فاسد باطل وإن ادعى التقوى والصلاح وأنه دين الله لأن هذا الادعاء باطل من أساسه إذ لا بد من تحكيم شرع الله في كل صغيرة وكبيرة حتى يستقيم عمود الدين والنظام وتنسجم الشرائع مع الأحكام انسجاماً كاملاً مطلقاً لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه لذلك نجد أن القرآن الكريم ركز تركيزاً هائلاً على هذه القضية .. قضية إقصاء شرع الله عن أمور الحياة والاكتفاء ببعض الطقوس والمراسم والعبادات .. قضية فصل الدين عن الدولة .. واعتبر الإسلام هذا العمل ظلماً وشركً وكفراً فجاءت الآيات الكريمة متتالية وبأسلوب دقيق ومحكم وبلهجة شديدة حيث يقول ربنا جل شأنه : [ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الكَافِرُون َ] {المائدة:44} .. [ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الفَاسِقُونَ ] {المائدة:47} .. [ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُون َ] .. {المائدة:45} .. ولعل حادثة عدي ابن حاتم الطائي الذي كان على النصرانية وجاء إلى رسول الله صلى الله وكان يقرأ قوله تعالى : ( اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ الله ) {التوبة:31} فقال عدي : ولكنهم لم يعبدوهم يارسول الله فأجاب الرسول صلى الله عليه وسلم بكل وضوح وبكل دقة : ( أحلوا لهم الحرام وحرموا عليهم الحلال فاتبعوهم فذلك عبادتهم إياهم) .. واكتفي هنا بهذه الشواهد الدقيقة المعبرة عن شمولية هذا الدين الحنيف وعن كون الإسلام عقيدة وشريعة عبادة ومنهج .. دين ودولة .. شمولية شملت كل صغيرة وكبيرة في حياة الإنسان على وجه هذه الأرض حتى يرث الله الأرض ومن عليها.. إن تخلي الكنيسة عن تطبيق شرع الله في مختلف شؤون الحياة والسماح للشرائع الوثنية الوضعية بالتحكم في جميع أمور الحياة والابتعاد والانزواء في الأديرة والمعابد والكنائس لتطبيق بعض الطقوس والمراسم الدينية .. هو الذي قضى على روح الديانة النصرانية التي جاء بها المسيح عليه السلام من عند الله جل وعلا وبذلك نجد أن هذه الديانة أصبحت ناقصة مشوهة مزيفة لا تصلح لأن تكون رابطاً حضارياً عالمياً ولا يمكنها أن تنشئ حضارة عالمية إنسانية تستوعب الإنسانية جمعاء وتتدخل في صميم الحياة البشرية بكل صغيرة وكبيرة .. ذلك لأن الدين يأتي لإصلاح الأرض وإقامة حياة الناس بالقسط وتصريف شؤونهم وحاجاتهم وضروراتهم .. يقول ربنا جل شأنه في هذه القضية قضية الدين المنزل من عند الله وأثره في الحياة : [ لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الكِتَابَ وَالمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالقِسْطِ ] {الحديد:25} ...

لم يعرف العالم أجمع منذ أكثر من ألف سنة دين الله القويم المنزل على المسيح عليه السلام على حقيقته الربانية الصافية الخالصة فلقد كانت صورة النصرانية صورة محرفة مشوهة من صنع البشر على مر العصور والأزمان صورة من صنع الكهنة والقسيسين والملوك والمتنصرين عبر تاريخ النصرانية الطويل .. صورة لا صلة لها بالأصل الرباني الخالص الصافي المنزل من عند الله على عيسى المسيح عليه السلام ليبلغه لبني إسرائيل بعد أن طغت عليهم المادة وعمهم الفساد وأصبحوا بحاجة ماسة لعملية إصلاح جذرية كانت برسالة المسيح عليه السلام .. وإذا استثنينا بعض الأفراد القلائل جدًا على مسرح التاريخ منذ عهد عيسى عليه السلام إلى يومنا هذا فإن النصارى في الشرق والغرب ظلوا يستقون تعاليم دينهم الممسوخة المشوهة المحرفة من رجال الدين والبابوات والقسيسين والكرادلة والكهنة وكذلك من تعاليم المجامع الكنسية المقدسة عندهم والتي أصبحت على مرور الزمن معتقدات أصلية ثابتة في الديانة النصرانية ولكنها لا تمت إلى دين الله الذي أنزله على المسيح عليه السلام إلا بومضات بسيطة متوزعة هنا وهناك في الكتب المقدسة عند النصارى .. حتى أصبح للكرادلة والبابوات صفة إلهية مقدسة وأصبحوا مرجعاً دينياً يربط بين الأرض والسماء لا يرقى إليه الشك ولا يجوز لأحد أن يناقشهم في أي قرار أو أمر من أمور الدين وبذلك تحقق قول الله فيهم صدقاً وعدلاً حين قال : [ اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللهِ وَالمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لاا إِلَهَ إلا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ ] {التوبة:31} .

الاستشراق والتراث الإسلامي :

قام الغرب الصليبي بسرقة التراث الإسلامي من مكتبات الأندلس ومصر وسورية والعراق وتركيا وغيرها من بلاد المسلمين ووضعها في مكتبات الغرب وهذه إحدى جرائم الحضارة الغربية تماما كسرقة الآثار من المتاحف العربية والإسلامية بل على العكس من ذلك فإن سرقة التراث الإسلامي تعد من أكبر التحديات فلقد أصبحت كتب المسلمين بأيد مغرضة غير أمينة بحيث تمنع عن أبناء المسلمين ما تريد من الذخائر التراثية وتفرج عما تريد حسب قناعاتها الحاقدة .. والحقيقة إن الذي أفرج عنه من تراثنا الإسلامي المتواجد في مكتبات الغرب لا يعدو قطرة من بحر مما يؤكد علينا واجبا إسلاميا كبيرا هو محاولة تجميع تراثنا الإسلامي والتركيز على طبعه ونشره أو على الأقل تصويره ونسخه وتعميمه على جميع مكتبات التراث في بلاد المسلمين حتى تعم الفائدة ويحصل المطلوب كما يجب على أبناء المسلمين الوصول إلى جميع الكتب الإسلامية في بلاد الغرب وتصوير ونسخ الكتب الإسلامية التراثية لكي نعيد الحق إلى نصابه ونسترجع الكنوز التي سرقتها الحضارة الغربية إبان الحملات الصليبية والحملات الاستعمارية خاصة وأن أساليب الطباعة والتصوير أصبحت ميسرة لكل من أراد وبتكنولوجيا دقيقة ومتطورة جدا .. لقد حاول المستشرقون تدفعهم الأحقاد الصليبية القديمة على بعث العديد من كتب التراث الإسلامي التي تجسد الخلافات السياسية والمذهبية مثل كتب التصوف الفلسفي وعلم الكلام وأبحاث الاعتزال وكتب الطرق المنحرفة والباطنية وغيرها .. وذلك لإعادة نبش الخلافات السياسية القديمة التي أفسدت على المسلمين نقاء عقيدتهم ومزقتهم في الماضي ثم تلاشت بعد أن تغلب عليها المنهج الإسلامي الأصيل .. وهذا بحد ذاته أحد الأساليب الخبيثة الماكرة التي يعتمدها المستشرقون في حربهم ضد الإسلام والذي يجب الانتباه إليه ولقد وجد المستشرقون كتب المنحرفين والضالين إضافة إلى كتب الشعوبية التي تشوه سيرة أعلام المسلمين بقصص ومقالات كاذبة مختلقة إضافة إلى الكتب التي تطرح الأفكار الإلحادية الكافرة مثل كتب الحلاج والسهروردي وبشار بن برد وأبي نواس وألف ليلة وليلة وكليلة ودمنة ومؤلفات ابن الراوندي وسيرته وكتاب الأغاني وكل هذه الكتب وغيرها كثير والتي رعاها المستشرقون وأولوها عناية خاصة هي من الكتب المليئة بالإنحرافات والأفكار البعيدة عن صفاء الدين ونقاء العقيدة الإسلامية ، ولا يجوز أن يتداولها إلا المتمكنون من ثقافتهم الإسلامية الذين يستطيعون تمحيص الحق من الباطل وتمييز الدسائس والانحرافات ، ومن هذا القبيل نجد المستشرق ماسينون الذي اعتنى بدراسة أفكار الحلاج وكتبه والتي تمثل لوثات شركية في الحلول والتجسيد وغيرها .. ولعل من الأمور الهامة في موضوع الاستشراق أن بعض المهزومين روحيا من المفكرين المسلمين كانوا يقفون أمام المستشرقين بشيء من التواضع أوأحيانا الذل وذلك على اعتبار أن هؤلاء المستشرقين أساتذة مخضرمين وهذا مما زاد جرأتهم على الإسلام والمسلمين والمفروض أن نرد آراءهم بشيء من الحزم و الشدة وأن نسفه أحلامهم ونرد عليهم بضاعتهم المغرضة بقوة الحق الذي أعطانا الله إياه ، والجدير بالذكر أن طه حسين وزكي مبارك ومنصور فهمي ومحمود عزمي كانوا تلاميذا لمستشرقين يهود مثل دوركايم وليفي وبرايل وهم الذين عادوا إلى بلاد المسلمين ليثيروا الشبهات حول الإسلام ومبادئه مثل التاريخ الاسلامي ومثل تعدد الزوجات ومثل موضوع الرق وغير ذلك كثير فكانوا بذلك معول هدم للإسلام وتخريب لأفكار المسلمين ومن جملة الشبهات التي كان يطرحها تلاميذ المستشرقين هو أن العرب كانوا أصحاب حضارة راقية وأن الإسلام لم يكن له إلا تأثير بسيط ويستدلون بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) حيث كانت هناك مكارم أخلاق فجاء الإسلام ليتممها ونسوا أن مكارم الأخلاق وحدها لا تبني حضارة ولا تقيم أمة ولا تنشئ حضارة عالمية انسانية تمتد من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب .. ولعل من الأمور الهامة التي ركز عليها الاستشراق هي الحملة الشرسة على الخلافة العثمانية حيث أخذ أذنابهم بتشويه تاريخ العثمانيين وتشويه الإمبراطورية العثمانية ووسمها بالكفر و الزندقة والفساد والفجور وكتابة القصص على قصور الحريم والخمور والزنا والفواحش ما ظهر منها وما بطن وكلها كذب وافتراء لتحطيم الخلافة العثمانية الإسلامية ، وأنا هنا لا أنكر وجود بعض الفساد في كيان الدولة العثمانية إلا أن عملية التضخيم هذه كان هدفا مقصودا لإثارة موجة العداء بين الاشقاء المسلمين من الأتراك والعرب وغيرهم ولا أدل على ذلك من حادث السادس من أيار عندما قام بعض الخونة في سوريا ولبنان بالتآمر على الدولة العثمانية والاتصال بالقوى الاستعمارية الصليبية في ذلك الحين حيث تم التحقيق معهم وثبتت خيانتهم وصدرت فتوى شرعية من مشيخة الاستانة بإعدامهم فقامت الدنيا ولم تقعد وأصبح جمال باشا حاكم سورية العثماني الذي نفذ حكم القضاء والشرع الإسلامي سفاحا وأصبح الخونة والعملاء شهداء وقلبت الحقيقة رأسا على عقب ولا تزال سوريا ولبنان حتى يومنا هذا تحتفلان بمقتل الخونة العملاء تحت اسم شهداء السادس من أيار ولا أريد هنا أن أذكر العديد من الأمثلة التي تثبت الدور التآمري الحاقد للمستشرقين الصليبيين لأن هناك العديد من الكتب بهذا الموضوع بالذات يمكن للقارئ الكريم الرجوع إليها ولكن تكفي الإشارة هنا إلى أن الاستشراق كان دائما في خدمة الدوائر الاستعمارية وفي خدمة الحملات التبشيرية المعادية للإسلام والمسلمين .. ونقطة أخرى هامة جدا أريد أن أنبه إليها في موضوع الاستشراق هو جهلهم بأسرار وخفايا اللغة العربية والتعابير البلاغية العربية التي يصعب على أي شخص غير عربي أو مسلم أن يتفهم كنهها ولقد قام بعض المستشرقين بتفسير وترجمة بعض الآيات القرآنية بشكل مضحك مثير للدهشة مثل قوله تعالى : ( وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ) فسرها بعض المستشرقين ( إن كل إنسان يأتي يوم القيامة وفي رقبته حمامة ). وكذلك تفسير قوله تعالى (هن لباس لكم وأنتم لباس لهن ) فسرها بعضهم (هم كالبطلونات لكم وأنتم كالبطلونات لهن ) .. إن صعوبة اللغة العربية قراءة ونطقا وقواعدا وبلاغة تجعل منها سدا منيعا أمام غير العربي حتى المسلمين منهم فكيف بمن هو كافر معادي للإسلام .. إن حقد المستشرقين على الإسلام والمسلمين لا يمكن أن يجعلهم منصفين إلا قلة قليلة منهم لا يمكن مقارنتهم بالأغلبية العظمى يقول أحد المستشرقين : ( إن كراهية العرب والاسلام إنما يرضعها الأوربي مع لبن أمه ) .. فكيف نأمن مكر من يفكر بمثل هذا التفكير الذي تجاوز الحق إلى التعصب والحقد والكراهية وعدم الإنصاف .. لقد كان أسلوب الاستشراق أول ما بدأ هجوميا حاقدا غبيا أثار كل المسلمين ضده بأسلوبه الهمجي الأحمق إلا أنه بعد ذلك دخل مرحلة جديدة التي يمكن أن نسميها ( دس السم في الدسم ) حيث أصبحت كتاباتهم وبحوثهم تظهر الود والمحبة والشفقة على أوضاع المسلمين بينما تثير شبهات خفية ولوثات إلحادية ناعمة تتراكم يوما بعد يوم دون أن يشعر المسلمون العاديون بهذا الخطر الذي يدب في أفكارهم دبيب النمل ولكن علماء الإسلام قد تنبهوا إلى هذا الخطر المحدق ونبهوا أبناء المسلمين عليه بين فترة وأخرى لأن مكر أعداء الإسلام لن ينتهي حتى ( يردوكم عن دينكم إن استطاعوا ) .. وهذه شهادة القرآن الكريم على مكرهم وخداعهم ولعل دخول بعض خبثاء اليهود إلى سلك الاستشراق هو الذي غير منهج الاستشراق إلى هذا اللون الخبيث الماكر أذكر هنا على سبيل المثال ( برنارد لويس – رودنسون – جام بيرك - م. بيرجر ) وغيرهم كثير .. لقد قام الدكتور مصطفى السباعي عميد كلية الشريعة في جامعة دمشق رحمه الله بالتحاور والمناقشة مع المستشرقين في عصره فوجد أن بضاعتهم الحقد والغش والتشويه وأن مهمتهم الاساسية هي خدمة الاستعمار وخدمة التبشير وإذابة الشخصية الإسلامية المتميزة لأنهم يخافون هذا الإسلام ولأنهم متيقنون لو أنهم تركوا الإسلام على طبيعته فإنه لابد وأن يتسلم قيادة البشرية جمعاء وبالتالي ينتهي دورهم الحضاري ويبدأ دور الحضارة الإسلامية من جديد ، ومن هذا المنطلق سمى الدكتور السباعي المجلة الإسلامية التي كان يصدرها في دمشق ( حضارة الإسلام ) والتي قدمت خدمات جليلة للفكر الاسلامي المعاصر وللرد على المغرضين الحاقدين على الإسلام والمسلمين ولقد قام المفكر الإسلامي أنور وجدي في كتابه ( الإسلام والثقافة الغربية ) بدراسة واسعة عن حركتي التبشير والاستشراق وقام بدراسة مفصلة عن أهم المستشرقين والمبشرين أمثال (مرجليوت - لامنس – لويس شيخوا اليسوعي – لويس براتران – لنسنك – جولد تسايهر ) وغيرهم ويمكن للقارئ الكريم الرجوع إلى هذا الكتاب أو غيره إذا أراد المزيد ...
ولقد أشار ريمون رول الباحث الإيطالي عام (1316م) إلى الحكام الغربيين بأن يستبدلوا الحملات العسكرية الصليبية بحملات سلمية تبشيرية لأن القوة العسكرية لا بد وأن تستفز المسلمين وتحرك عواطفهم نحو القتال ) .. لذلك تجند الدول الصليبية حملات تبشيرية تنصيرية صليبية مكثفة منذ عهود بعيدة لتخريب عقائد المسلمين وإفساد عقيدة التوحيد الخالص التي يتميز بها النظام الإسلامي على كل العقائد والمذاهب والطوائف الأخرى .. فقد قامت المخابرات الأمريكية بتزويد البابا بولص السادس بابا الفاتيكان السابق بأموال طائلة لدعم عمليات التبشير المسيحي .. هذا ولقد ذكر الكاتب التركي ضياء أويغور في كتليه " جذور الصهيونية " : ( أن عدد ماطبع ووزع من نسخ العهد القديم والجديد بواسطة إرساليات التبشير خلال مئة وخمسين عاما يزيد على ألف مليون نسخة مترجمة إلى ألف ومئة وثلاثين لغة عدا النشرات والمجلات وإن تكاليف هذه المطبوعات لايقل عن عشرة آلاف مليارات دولار ) .. وإذا أضفنا إلى ذلك رواتب ومصاريف جيوش المنصرين وتكاليف بناء الكنائس والبرامج والقنوات التلفزيونية التنصيرية والملاجئ والمستشفيات والمدارس التنصيرية وغير ذلك كثير لحصلنا على أرقام فلكية لا يمكن أن يتصورها عقل وكانت كل هذه المصاريف دون فائدة تذكر وهذا ما أخبرنا عنه رب العالمين منذ خمسة عشر قرنا من الزمان يقول ربنا جل شأنه : ( الذين ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون والذين كفروا إلى جهنم يحشرون ) .. إن هذه الأموال الطائلة التي تنفق لنشر الفساد لو أنفقت في مجالات الخير لأمكنها القضاء على الفقر والمرض والجهل في العالم أجمع ..
ذكرت مجلة المجتمع الكويتية : ( أن خمسة وثمانين ألف قسيس يعدون اليوم إعدادا تاما ويجهزون تجهيزا كاملا للقيام بهجوم شامل على الإسلام تحت المظلة الأمريكية تطويقا لحركة الانتعاش الإسلامي ) .. هذا وتقوم الآن مؤتمرات عالمية خبيثة مغرضة تحت شعارات براقة مثل حوار الحضارات والمؤتمر الإسلامي المسيحي في إسبانيا والمؤتمر الإسلامي المسيحي في تونس وفي لندن وفي داكار وكل هذه المؤتمرات مؤتمرات مغرضة موجهة من قبل قوى الشر من أعداء الإسلام والمسلمين ذلك لأنه تم تجهيز واعداد دهاقنة الشر من اليهود والنصارى مدعومين بكل الإمكانات الضخمة بينما علماء المسلمين الأفذاذ مقيدين إما في السجون والمعتقلات أو ممنوعين من التنقل والسفر أو ربما لا يجدون قيمة تذكرة السفر للذهاب إلى تلك المؤتمرات فتقوم الدول الإسلامية بإرسال الأغرار أو التافهين أو المغرضين لحضور مثل هذه المؤتمرات فيحضر عن المسلمين من لايملك العلم والمعرفة والصواب وهنا تكون الكارثة .. إن الباطل يقظان وإن أجهزة الشر تعمل صباح مساء في كل البلاد العربية والإسلامية بل في كل بلاد العالم للتشكيك في هذا الإسلام العظيم وافتراء الأكاذيب والشبهات على ديننا الإسلامي وعلى كتاب الله القرآن الكريم وعلى سنة النبي المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم فهل يعي أبناء الإسلام هذه الحقيقة ..؟!!! ..


المسيحية والسيف

   لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأُرْسِيَ سَلاماً عَلَى الأَرْضِ. مَا جِئْتُ لأُرْسِيَ سَلاَماً، بَلْ سَيْفاً . 35 فَإِنِّي جِئْتُ لأَجْعَلَ الإِنْسَانَ عَلَى خِلاَفٍ مَعَ أَبِيهِ ، وَالْبِنْتَ مَعَ أُمِّهَا ، وَالْكَنَّةَ مَعَ حَمَاتِهَا . 36 وَ هَكَذَا يَصِيرُ أَعْدَاءَ الإِنْسَانِ أَهْلُ بَيْتِهِ! ( إنجيل متى :10 ) 

1- (التثنية 20 : 16 " وأما مدن هؤلاء الشعوب التي يعطيك الرب إلهك نصيباً فلا تستبق منها نسمة ")

2- (حزقيال 9: 6 وَاضْرِبُوا لاَ تُشْفِقْ أَعْيُنُكُمْ وَلاَ تَعْفُوا اَلشَّيْخَ وَالشَّابَّ وَالْعَذْرَاءَ وَالطِّفْلَ وَالنِّسَاءَ. اقْتُلُوا لِلْهَلاَكِ.)

3- ( إشعيا 13 : 16 يقول الرب : "وتحطم أطفالهم أمام عيونهم وتنهب بيوتهم وتفضح نساؤهم")

4- (هوشع 13 : 16 يقول الرب : "تجازى السامرة لأنها تمردت على إلهها بالسيف يسقطون تحطم أطفالهم والحوامل تشق")

5- ( العدد 31: 17-18 "فَالآنَ اقْتُلُوا كُل ذَكَرٍ مِنَ الأَطْفَالِ وَكُل امْرَأَةٍ عَرَفَتْ رَجُلاً بِمُضَاجَعَةِ ذَكَرٍ اقْتُلُوهَا لكِنْ جَمِيعُ الأَطْفَالِ مِنَ النِّسَاءِ اللوَاتِي لمْ يَعْرِفْنَ مُضَاجَعَةَ ذَكَرٍ أَبْقُوهُنَّ لكُمْ حَيَّاتٍ")

6- ( يشوع 6: 22-24 " وَأَخَذُوا الْمَدِينَةَ. وَحَرَّمُوا كُلَّ مَا فِي الْمَدِينَةِ مِنْ رَجُلٍ وَامْرَأَةٍ, مِنْ طِفْلٍ وَشَيْخٍ 7- حَتَّى الْبَقَرَ وَالْغَنَمَ وَالْحَمِيرَ بِحَدِّ السَّيْفِ. ... وَأَحْرَقُوا الْمَدِينَةَ بِالنَّارِ مَعَ كُلِّ مَا بِهَا. إِنَّمَا الْفِضَّةُ وَالذَّهَبُ وَآنِيَةُ النُّحَاسِ وَالْحَدِيدِ جَعَلُوهَا فِي خِزَانَةِ بَيْتِ الرَّبِّ")

8- ( يشوع 11: 10-12 "وَضَرَبُوا كُلَّ نَفْسٍ بِهَا بِحَدِّ السَّيْفِ. حَرَّمُوهُمْ. وَلَمْ تَبْقَ نَسَمَةٌ. وَأَحْرَقَ حَاصُورَ بِالنَّارِ. فَأَخَذَ يَشُوعُ كُلَّ مُدُنِ أُولَئِكَ الْمُلُوكِ وَجَمِيعَ مُلُوكِهَا وَضَرَبَهُمْ بِحَدِّ السَّيْفِ. حَرَّمَهُمْ كَمَا أَمَرَ مُوسَى عَبْدُ الرَّبِّ.)

9- ( صموئيل الأول 15: 3 - 11 "فَالآنَ اذْهَبْ وَاضْرِبْ عَمَالِيقَ وَحَرِّمُوا كُلَّ مَا لَهُ وَلاَ تَعْفُ عَنْهُمْ بَلِ اقْتُلْ رَجُلاً وَامْرَأَةً طِفْلاً وَرَضِيعاً, بَقَراً وَغَنَماً, جَمَلاً وَحِمَاراً وَأَمْسَكَ أَجَاجَ مَلِكَ عَمَالِيقَ حَيّاً, وَحَرَّمَ جَمِيعَ الشَّعْبِ بِحَدِّ السَّيْفِ")

وإن جاءنا الرد المسيحي أن أوامر القتل لم يأمر بها المسيح ولم تكن من أقواله, قلنا :
أ- المسيح عليه السلام لم يأت بدين جديد فقد قال: (متى 5: 17«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لِأُكَمِّلَ.).
ب- لم يكن المسيح عليه السلام ملكا" أو قائدا" ولا توجد تشريعات من أقواله إلا فما ندر.
ج- جاءت بعض العبارات على لسان المسيح مشابهة لما جاء بالعهد القديم مثل:
1-( لوقا 22: 37 "فَقَالَ لَهُمْ "يسوع": لَكِنِ الآنَ مَنْ لَهُ كِيسٌ فَلْيَأْخُذْهُ وَمِزْوَدٌ كَذَلِكَ وَمَنْ لَيْسَ لَهُ فَلْيَبِعْ ثَوْبَهُ وَيَشْتَرِ سَيْفاً".), فما الذي يفعله من يشتري سيفا" ؟
2-(متى 10: 34 لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لِأُلْقِيَ سَلاَماً عَلَى الأَرْضِ مَا جِئْتُ لِأُلْقِيَ سَلاَماً بَلْ سَيْفاً )
3-( لوقا 19: 27 "أَمَّا أَعْدَائِي أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِيدُوا أَنْ أَمْلِكَ عَلَيْهِمْ فَأْتُوا بِهِمْ إِلَى هُنَا وَاذْبَحُوهُمْ قُدَّامِي")

عن الكتاب المقدس "أقول عادة: إقرأ الإنجيل وهكذا ستخسر إيمانك"
"دون الإنجيل، لكنا أشخاصا مختلفة، غالبا أفضل"

آراء وأقوال كاتب مسيحي فاز بجائزة نوبل للاداب :

"لا أبحث عن الجدل، لكن لدي قناعات معينة وأقولها..هي بالنسبة لي بمثابة ممارسة للحرية"
ليس لدي حسابات معلقة لتسويتها مع الرب، لأن "الخير والشر يتواجدان في رأس البشر"
 البابا الحالي بينديكت السادس عشر،"يجسر على الإستعانة بالرب والتحدث بإسمه، في خدمة تعزيز توجهات العصور المتوسطة" التي يتبناها
" أننا ضحية التلاعب بنا كل يوم "
"مخ الإنسان مبتكر كبير، والله هو أكبر إبتكاراته"

 انني أوصي دائما:لا تثقوا في رب هذا الإنجيل رب قاسي،يحمل الضغينة وإنتقامي وحسود وغير محتمل
كيف أصبح الإنجيل مرشدا روحيا، رغم كونه مليئا بالفظائع،والخيانات،والمجازر ؟
 الانجيل "دليل العادات السيئة، وكتالوج القسوة وأسوأ ما في طبيعة البشر"

 لا يوجد أي شيء إلآهي أو رباني في "المسمي الكتاب المقدس"


قال ترامب إن الكثير من الناس لا يعلمون أنه "بروتستانتي"، مشيرا إلى أنه يعتقد أن الدين شيء رائع، ودينه  رائع". وأضاف: "أحترم البابا، وتلقيت أناجيل كثيرة، أحتفظ بها في مكان جميل".وأنه يفضل "الكتاب المقدس"، وإن "الرب هو من أوجدنا". وعن "الكتاب المقدس"، قال: "كيف لي أن أمضي وقتي من دونه، اشتريت هذا من 15 عاما بصفقة كبيرة". وأضاف: "لا أحد ولا شيء مثل الرب"، موضحًا أن الوظائف ذات المسؤولية الكبيرة توجب الحاجة للرب أكثر من أي وقت مضى.


بابا الفاتيكان: لا وجود لجهنم وآدم وحواء أساطير
الجحيم (جهنم) تقنية أدبية .. مجرد كناية، كما فى قصة آدم وحواء
الإنجيل كتاب مقدس جميل، لكن هناك بعض الأجزاء منه عفا عليها الزمن وتحتاج إلى تحيين
آن الأوان لمراجعة هذه الآيات واعتبارها كزيادات لاحقة

البابا فرانسوا في تصريح له: " إننا من خلال التواضع والبحث الروحي والتأمل والصلاة، اكتسبنا فهما جديدا لبعض العقائد". مضيفا، "الكنيسة لم تعد تعتقد في الجحيم حيث يعاني الناس، هذا المذهب يتعارض مع الحب اللّامتناهي للإله. الله ليس قاضيا ولكنه صديق ومحب للإنسانية. الله لا يسعى إلى الإدانة، وإنما فقط إلى الاحتضان. ونحن ننظر إلى الجحيم (جهنم) كتقنية أدبية، كما في قصة آدم وحواء. الجحيم(جهنم) مجرد كناية عن الروح المعزولة، والتي ستتحد في نهاية المطاف، على غرار جميع النفوس، في محبة الله.." في خطابه قال البابا: إن جميع الأديان صحيحة وعلى حق، لأنها كذلك في قلوب كل الذين يؤمنون بها. هل هناك وجود لأنواع اخرى للحقيقة ؟ يضيف البابا قبل ان يجيب ان "الكنيسة في الماضي، كانت قاسية تجاه الحقائق التي تعتبرها خاطئة من الناحية الأخلاقية أو تدخل في باب الخطيئة. اما اليوم نحن لم تعد قضاة. نحن بمثابة الأب المحب، لا يمكن ان ندين أطفالنا. ان  كنيستنا كبيرة بما يكفي لتسع ذوي الميول الجنسية الغيرية والمثليين جنسيا، وللمؤيدين للحياة ومؤيدي الإجهاض ! للمحافظين والليبراليين والشيوعيين الذين هم موضع ترحيب والذين انضموا الينا. نحن جميعا نحب ونعبد نفس الإله.."
ان الكاثوليكية "عرفت تطورات مهمة وهي اليوم ديانة حداثية وعقلانية. حان الوقت للتخلي عن التعصب. يجب الاعتراف بان الحقيقة الدينية تتغير وتتطور. الحقيقة ليست مطلقة او منقوشة فوق حجر. حتى الملحدين بعترفون بالإله. ومن خلال أعمال الحب والمحبة يقر الملحد بالله ومن تم بتخليص روحه، ليصبح  بذلك مشاركا نشطا في فداء البشرية."
يقول البابا "في طور تغيير وتطور  مستمر كما هو الشأن بالنسبة إلينا نحن. لأن الرب يسكن فينا وفي قلوبنا. عندما ننشر الحب والجمال في العالم فإننا نلمس إلهنا ونعترف به. الانجيل كتاب مقدس جميل، لكنه ككل الاعمال العظيمة القديمة هناك بعض الاجزاء منه عفى عليها الزمن وتحتاج إلى تحيين، وهناك بعض المقاطع التي تدعو حتى إلى التعصب ونصب المحاكم.. آن الاوان لمراجعة هذه الآيات واعتبارها كزيادات لاحقة التي تتناقض مع رسالة الحب والحقيقة التي سطعت من خلال الكتابة.."، "سوف نبدأ في ترسيم نساء "كرادلة" وأساقفة وكهنة. وآمل في المستقبل أن تكون لدينا في يوم من الايام امرأة "بابا". فلتشرع الابواب أمام النساء كما هي مفتوحة أمام الرجال!."


بابا الفاتيكان :" الله ليس بيده عصا سحرية تمكنه من القيام بكل شئ"
يواجه بابا الفاتيكان موجة شديدة من الرفض والغضب من المسيحيين حول العالم وذلك بعد إعلان إيمانه بنظرية تتعارض مع كل الديانات . ونقلت صحيفة "اندبندنت" البريطانية تصريحات لبابا الفاتيكان يقول فيها : " الله ليس بيده عصا سحرية تمكنه من القيام بكل شئ ونظرية دارون - التطور والإنفجار الكبير - صحيحة مائة بالمائة .وأشار إلى انه يجب وضع حد للنظريات الزائفة مثل نظرية الخلق ! لافتاً إلى ان العلم لا يتعارض مع الدين ولا يمكن ان نستبدل احدهما بالاخر . وأضاف:" نحن نقرأ في سفر التكوين أن الله خلق كل شئ نعتقد أنه ساحر يملك عصا سحرية تستطيع تحقيق كل شئ ولكن الامر ليس كذلك .وأردف: بالفعل الله خلق البشر ولكنه تركهم يتطورن عن طريق نظرية الانفجار الكبير . وتعتبر نظرية "التطور والانفجار الكبير" من النظريات المرفوضة من اغلب المتدينين على مستوى العالم.

بابا الفاتيكان:"النظام الاقتصادي العالمي يكرس لعبادة المال"

شن بابا الفاتيكان، هجومًا حادًا على النظام الاقتصادي العالمي، قائلا: إنه يهمل شريحة الشباب، ويهتم بالمال على حساب الأشخاص ويعيش على الأرباح الناجمة عن الحروب.  ففي حوار له بثه التليفزيون النيوزيلندي قال إن بعض الدول تتجاوز نسبة البطالة بها 50% من جملة السكان، مع وجود ملايين الشباب الباحث عن عمل في أوروبا، ولكن دون جدوى.انه جنون. إننا نهمل جيلا كاملا كي نحافظ على نظام اقتصادي لم يعد يصلح؛ نظام يقود إلى الحروب إذا ما استمر العمل به .. ثمة موارد غذائية تكفي لإطعام كل الجوعى في العالم، لكنك"عندما ترى صور الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية، لا يسعك إلا أن تضع رأسك في يدك، لا يمكن أن تفهم ماذا يجري."في تقديري أننا نعيش في ظل نظام اقتصادي عالمي غير جيد." يجب أن يكون الأشخاص في قلب هذا النظام وليس المال.. لكننا وضعنا المال في قلب النظام الاقتصادي، إله المال. لقد وقعنا في ذنب الوثنية، وثنية المال.

 أننا بحاجة أكثر في هذه الأزمة إلى قراءة القرآن بدلا من الإنجيل لفهم ما يحدث

خاطب الكاتب «بوفيس فانسون» مدير تحرير مجلة «تشالينجز» الأمريكية البابا بنديكيت السادس عشر بشأن الأزمة المالية العالمية قائلا: (أظن أننا بحاجة أكثر في هذه الأزمة إلى قراءة القرآن بدلا من الإنجيل لفهم ما يحدث بنا وببنوكنا لأنه لو حاول القائمون على بنوكنا احترام ما ورد في القرآن من تعاليم وأحكام وطبقوها ما حل بنا ما حل من كوارث وأزمات وما وصل بنا الحال إلى هذا الوضع المزري؛ لأن النقود لا تلد النقود).


بابا الفاتيكان: "حرية التعبير لا تعني بأي حال إهانة المقدسات"

موضحا أنه يتحدث تحديدا عن هجمات باريس، بابا الفاتيكان أكد أن "حرية التعبير لا تعني بأي حال إهانة المقدسات" واستنكر "الأعمال التي تستفز أو تهين عقائد الآخرين"، معتبرا أن من الطبيعي توقع "رد فعل" على تلك الاستفزازات.وقال للصحفيين "لا يمكنك أن تستفز الآخرين أو تهين عقائدهم.لا يمكنك أن تسخر من العقيدة".وان "حرية الأديان وحرية التعبير حق أساسي من حقوق الإنسان ولكنها يجب أن تمارس "من دون إهانة الآخرين"،"الكل يتمتع بالحرية والحق لكن أيضا بالالتزام بأن يتحدث عما يفكر فيه من أجل الصالح العام... لدينا الحق في أن نتمتع بهذه الحرية بشكل مفتوح دون الإساءة".


عبادة الدب مستمرة اليوم

على الرغم من أنه صباح غائم سوف نعبد في الساعة 2:30 مساءً يوم الأحد في محطة جونغنو 3


الإنجيل الذي اكتشف حديثا ويقدر عمره بحوالي 2000 عاما ووجد في تركيا، يقول :
إالمسيح لم يصلب، كما أنه لم يكن ابن الله، بل كان فعلا نبيا
يسوع صعد إلى السماء على قيد الحياة، ويهوذا إسكاريوت صلب بدلا منه

2017-6-27  قال بابا الفاتيكان إن الكتاب المقدس (الإنجيل)، الذي اكتشف حديثا ويقدر عمره بحوالي 2000 عاما ووجد في تركيا، يقول إن "يسوع المسيح لم يصلب كما يعتقد الجميع عادة"، بحسب "يورو نيوز واير".

ويقول الكتاب، الذي يتم الاحتفاظ به الآن في متحف الإثنوجرافيا بأنقرة، أن المسيح لم يصلب، كما أنه لم يكن ابن الله الحرفي، بل كان فعلا نبيا، ويكشف أن يسوع صعد إلى السماء على قيد الحياة، وأن يهوذا إسكاريوت صلب بدلا منه، بحسب الموقع.وتم العثور على الكتاب مع عصابة من المهربين في عملية منطقة البحر المتوسط، والتي اتهمت بتهريب الآثار والحفريات غير القانونية وحيازة المتفجرات، وتبلغ قيمة الكتب نفسها 40 مليون ليرة تركية (حوالي 28 مليون دولار). ووفقا للتقارير، يصر الخبراء والسلطات الدينية على أن الكتاب أصلي، والكتاب نفسه مكتوب بحروف ذهبية، على جلد مرتبط بالأرامية، وهي لغة يسوع المسيح، مضيفا أن النص يحافظ على رؤية مماثلة للإسلام، ما يتناقض مع تعاليم العهد الجديد المسيحية، ويقول إن المسيح يأتي بعده النبي محمد، الذي بشر بالإسلام بعد 700 سنة.

ويعتقد أن الكنيسة الكاثوليكية، خلال مجلس نيسيا، اختارت الأناجيل التي تشكل الكتاب المقدس كما نعرفها اليوم، وحذف إنجيل برنابا من بين العديد من الآخرين لصالح الأناجيل الأساسية الأربعة من متى ومارك ولوقا ويوحنا، وقد بدأت العديد من النصوص الكتابية في الظهور على مر الزمن، بما في ذلك نصوص البحر الميت والأناجيل الغنوصية؛ ولكن هذا الكتاب خصوصا يثير الكثير من القلق داخل الفاتيكان. وطلب الفاتيكان من السلطات التركية السماح لهم بفحص محتويات الكتاب داخل الكنيسة.


رؤساء الكنائس وصلاة من أجل وحدة المسيحيين

عمون -2020-1-21 - أقيم في كاتدرائية الروم الملكيين الكاثوليك، أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيين وذلك تحت رعاية مجلس رؤساء الكنائس في الأردن. وشاركت كنائس بطريكية الروم الأرثوذكس، وبطريكية اللاتين، ومطرانية الروم الملكيين الكاثوليك، ومطرانية الأرمن الأرثوذكس، وكنيسة السريان الأرثوذكس، والكنيسة الأسقفية العربية، والكنيسة الانجيلية اللوثرية، وكنيسة الأقباط الأرثوذكس، والكنيسة المارونية، وكنيسة السريان الكاثوليك، وكنيسة الكلدان، وكنيسة الأرمن الكاثوليك في الصلاة. وكانت النصوص في الصلاة مستوحاة من المجلس الحبري لتعزيز الوحدة بين المسيحيين بالاشتراك مع لجنة الايمان والدستور في مجلس الكنائس العالمي.يذكر أن مكتب فضائية نورسات الأردن هو من قام بالتنظيم والاعداد.



 -لا مانع من الاقتباس واعادة النشر شريطة ذكر المصدر والعماد  al-imad@al-imad.com   © COPYRIGHT AL-IMAD 2022 حقوق الطبع والنشر محفوظة لصحيفة العماد    Flag Counter    آخر تحديث للصحيفة    15-05-2024 23:50   في هذه الصحيفة توجد مشاهد صادمة ومروعة وتصفحها على مسؤوليتك